قصص المتشرفين بلقاء صاحب الزمان 'عجل الله فرجه " السيد شهاب الدين المرعشي"
2020-05-18

من قصص المتشرفين بلقاء صاحب الزمان 'عجل الله فرجه ،يقول السيد شهاب الدين المرعشي:

عند زيارتي للعسكريّين عليهما السلام وفي طريقي إلى حرم السيّد محمّد، ضللت الطريق ، وعلى أثر العطش الشديد والجوع وهبوب الرياح في قلب الأسد، يئست من حياتي ، فغشي عليّ وسقطت على الأرض صريعآ مغمىً ، وإذا بي أفتح عيني فأجد رأسي في حضن شخص جليل القدر، فسقاني ماءً عذبآ لم أذق مثله طيلة عمري لحلاوته وعذوبته ، وبعد الارتواء فتح المائدة وإذا فيها اثنتان أو ثلاثة أقراص من الخبز، فأكلت . ثمّ قال ذلك الشخص العربي : يا سيّد، اغتسل في هذا النهر. فقلت : يا أخي لم يكن هنا نهر، وكدت أن أموت عطشآ، وأنت الذي نجّيتني . فقال العربي : هذا ماء عذب ومعين . وما أن قال هذا إلّا ورأيت نهرآ بكلّ صفاء وعذوبة ، فتعجّبت وقلت في نفسي : نهر بهذا القرب منّي وأنا وصلت إلى الموت من العطش .

على كلّ حال ، قال العربي : يا سيّد، أين تقصد؟ قلت : الحرم المطهّر للسيّد محمّد فقال العربي : هذا حرم السيّد محمّد. فوجدت نفسي في ظلّ بقعة السيّد محمّد، والحال أنّني تهت عن الطريق في القادسيّة ومسافة بعيدة بينها وبين السيّد محمّد ،على كلّ حال ، من الفوائد التي ذكرها ذلك العربي خلال البرهة التي كنت بخدمته : التأكيد على تلاوة القرآن الشريف ، والإنكار الشديد على من يقول بتحريف القرآن ؛ حتّى دعا على من جعل أحاديث التحريف .

ومن الفوائد: تأكيده على وضع عقيق حك عليه الأسماء المقدّسة للمعصومين الأربعة عشر : تحت لسان الميّت .

وتأكيده على برّ الوالدين حيّين وميّتين ، وتأكيده على زيارة البقاع المشرّفة للأئمّة : وأولادهم وتعظيمها، والتأكيد على احترام الذرّيّة العلويّة . وقال : يا سيّد، اعرف قدر انتسابك إلى أهل البيت :، واشكر هذه النعمة التي توجب السعادة والافتخار كثيرآ.

وأكّد أيضآ على تلاوة القرآن ، وعلى صلاة الليل ، وقال : يا سيّد، أسفآ على أهل العلم إنّهم يعتقدون انتسابهم إلينا ولا يديمون هذا العمل .

وأكّد على تسبيح السيّدة فاطمة الزهراء وعلى زيارة سيّد الشهداء من بعيد وقريب ، وزيارة أولاد الأئمّة والصالحين والعلماء، والتأكيد على حفظ خطبة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد النبوي ، وكذلك حفظ الخطبة الشقشقيّة لأمير المؤمنين عليه السلام ، وخطبة العلياء المخدّرة زينب الكبرى في مجلس يزيد، إلى غير ذلك من الوصايا والفوائد، وما أن خطر على ذهنى مَن هذا العربي ، إلّا وقد غاب عن بصري .