الفرق بين ((الصوم)) و((الصيام)) في القرآن الكريم
2020-05-16

إنّ القرآن الكريم ليست فيه كلمات مترادفة أبداً، فعندما يذكر كلمة [صيام] بحرف "الياء"، فإنّه ﻻ‌ يقصد بها كلمة [صوم] بحرف "الواو".

إنّ كلمة [الصيام] يقصد بها القرآن الكريم الامتناع عن الطعام والشراب وباقي المفطّرات من الفجر حتّى المغرب، أي فريضة [الصيام] المعروفة خلال شهر رمضان المبارك، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) البقرة/ ١٨٣، ولم يقل: [كتب عليكم الصوم].

أمّا [الصوم] فيخصّ اللّسان وليس المعدة، وخاصّة قول الحقّ سـواءً في شهر رمضان أو غيره، أي أنّ [الصوم] يأتي مع [الصيام] وبعده.


والدليل على أنّ [الصوم] ليست له علاقة بالطعام والشـراب، ما ورد في القرآن الكريم: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا) مريم/ ٢٦، أي أنّ مريم(عليها السلام) قـد نذرت [صوما] وهي تأكل وتشـرب، و[الصيام] لوحده دون أنْ يرافقه [الصوم] ﻻ‌ يُؤدّي الغرض المطلوب تماماً لقوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث الشريف: (مَنْ لمْ يدعْ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أنْ يدع طعامه وشرابه)، أيْ لا بدّ من [الصوم] مع [الصيام].

فمن السهل على الإنسان الجوع والعطش من الفجر إلى المغرب، لكنّ من أشـدّ الصعوبات عليه قول الحقّ خاصّة إذا كان على نفسه، لأنّ الصبْر الحقيقيّ هو في مُعاملة الآخرين: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ) الفرقان/ ٢٠.


وأهمّ ما في الموضوع هو فهم الحديث القدسيّ جيداً والانتباه لكلماته بدقّة أيضاً: (كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به)، نلاحظ أنّه ذكر [الصوم] ولم يقل [الصيام]، لأنّه بـ[الصوم] تنتهي المشاكل وتنتهي النميمة والغيبة والبهتان، أمّا الصيام مع سوء الخلق فإنّه لا فائدة منه، فصوموا [صوماً] و [صياماً] لتعمّ الفائدة.