الميرزا حبيب الله الرشتي ..لا أحبّ أن أمدّ رجليّ إلى القبلة
2020-02-04

 كان الميرزا حبيب الله الرشتي المتوفى سنة 1312 هـ من أجلاء تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري، اشتهر لدى العرب والعجم بتبحّره في علمي الفقه والأصول.

ونقل بعض تلامذته أنه لما كان يتوجه إلى التدريس في صحن الإمام علي (ع) كان يتوضأ أولاً، ثم يمشي وهو يتلو سورة (يس) المباركة حتى يصل عند باب صحن القبلة، حيث قبر أستاذه الشيخ الأنصاري، فيتوقف حتى يختم السورة هناك ثواباً لروح أستاذه الجليل، ثم يطلب من الله تعالى مُقسماً بروح هذا الرجل العظيم أن يعينه في إفادة مئات الطلبة والفضلاء والعلماء، وبيان الحقائق العلمية لهم بشكل واضح وأفضل.

وكان يقول عن أستاذه: إنه جمع بين العلم والسياسة والزهد.. فالسياسة أورثها لتلميذه الحاج ميرزا حسن الشيرازي، والعلم أورثه لي، والزهد أخذه معه إلى القبر!..

كان الميرزا حبيب الله الرشتي لا يفتي ولا يقبل الحقوق الشرعية (من الخمس والزكاة وغيرها) وكان دائم الطهارة والوضوء، ولما حضره الموت وكان باتجاه القبلة امتنع أن يمد رجليه جهة القبلة فمدهما بعض الحاضرين، ولكنه ثناهما ولم يتفوّه بكلمة، وكلما أعادوا مدّ رجليه أعاد ثنيهما، فسألوه: لماذا تفعل ذلك؟..

قال بضعف شديد: لأني في هذه الحالة لست على وضوء، لذلك فلا أحبّ أن أمدّ رجليّ إلى القبلة.