كلمة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني (دام ظله) بمناسبة بداية السنة الدراسية الجديدة للحوزات العلمية لدرس الخارج في الفقه
2019-09-19

 

* أولاً: أهم الأمور كلها هو الدرس، وإنا قد ورثنا هذا المذهب نتيجة للجهود التي بذلها الأعاظم الذين لا يعد ولا يحصى ما تلقوه من الأذى في سبيل الحفاظ على هذا المذهب.

ماذا أنجز أولئك الأعاظم كشيخ الطائفة مؤسس هذا الأساس والشيخ المفيد والشيخ الصدوق؟! وماذا فعلنا نحن؟ لم يكن منا إلا القصور والتقصير.

إنهم جاهدوا في سبيل الله... فالشهيد الأول صنّف اللمعة في الحبس خلال سبعة أيام، من الطهارة إلى الديات، وعلّق الشهيد الثاني على كلمات الشهيد الأول فكانت الروضة البهية.

هذا فقههم وذاك زهدهم وتقواهم... على أي حال، ((فاعتبروا يا أولي الأبصار)) فإن هذه الدنيا صراط الإعتبار ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).

* إن الواجب على أهل العلم في هذا العصر الخطير مطلبان: المطلب الأول التفقه في الدين، المطلب الثاني إنذار قومهم، فإذا تم هذان المطلبان كان مقامهم مما لا يدرك ولا يوصف.

ورد في الحديث المعتبر أن قوماً يدخلون الجنة يوم القيامة بغير حساب، فيتحير الجميع، من هؤلاء؟ فيأتي النداء: إنهم الذين أنقذوا أيتام آل محمد من الشبهات في زمن غيبة ولي العصر عليه السلام.

ولذلك فإن أهم الوظائف في هذا الزمان هو: التفقه في الدين، والتبليغ،

والنتيجة أن هذين الأمرين هما ثمرة بعثة جميع الأنبياء ووصاية جميع الأوصياء.

* وأفاد سماحته في نهاية الدرس مشيراً إلى التجمع الحاشد للشباب في العزاء الحسيني في التاسع والعاشر من محرم: أرى من اللازم عليّ أن أشكر جهود جميع المواكب الحسينية في أيام عزاء سيد الشهداء عليه السلام وأقدر مساعيهم.

* وأضاف سماحته: أن إقامة العزاء للامام الحسين عليه السلام من أفضل القربات ، وكل هؤلاء الشبان الذين سعوا في هذا الطريق تشملهم العنايات الخاصة لسيد الشهداء عليه السلام وإنما يوفّون أجرهم بغير حساب. ((نفَىس المهموم لظلمنا تسبيح)) فكل نفَسٍ يتنفسه المعزي لسيد الشهداء من غير اختياره، إنما هو تسبيحٌ من لسان كل واحد من الأنبياء والمرسلين.

((نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمه لنا عبادة)) فيوم القيامة يحشر هؤلاء المعزون مع شخص سيد الشهداء عليه السلام في أعلى الدرجات.

* وفق الله الجميع لإقامة هذا الأمر في كل عام بشكل أوسع وأهيب إن شاء الله.