أبو ذر الغفاري في سطور
2019-08-08

  أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري هو أحد الصحابة الاولين، وقد قيل عنه أنّه رابع أو خامس من دخلوا إلى الإسلام، وهو ممن جهروا بالإسلام في مكة المكرمة،

وسئل علي (ع) عن أبي ذر، فقال: ذلك رجل وعى علماً عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه، ولم يخرج شيئاً منه. وفي رواية عنه(ع) قال: قال النبي(ص): الجنة تشتاق إليك وإلى عمار (وإلى) سلمان وأبي ذر والمقداد.

وعن أبي بكر الحضرمي عن الإمام الباقر (ع): ارتدّ الناس بعد النبي(ص)، إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد. قال: فقلت: فعمار؟ فقال: قد كان جاض جيضة، ثم رجع.

وعن الإمام الصادق(ع) كان أكثر عبادة أبي ذر خصلتين: التفكر، والاعتبار.

النفي إلى الشام

يروي ابن أبي الحديد علة نفي أبي ذر إلى الشام قائلاً: إن عثمان لما أعطى مروان بن الحكم وغيره من بيوت الأموال، واختص زيد بن ثابت بشيء منها، جعل أبو ذر يقول بين الناس وفي الطرقات والشوارع: بشّر الكافرين بعذاب أليم، ويرفع بذلك صوته... فقال عثمان: قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي، الحق بالشام، فأخرجه إليها.

لقد كان أبوذر في الشام يعظ الناس، ويروي عن رسول الله(ص) ما سمعه منه في فضائل أهل بيته(ع)؛ فكان معاوية ينهى الناس عن مجالسة أبي ذر، وكتب إلى عثمان كتاباً يعلمه بما يفعله، ويقوله أبو ذر. وبعد جواب عثمان قام بإخراجه إلى المدينة.

توفي أبو ذر في ذي الحجة سنة 32 هـ في خلافة عثمان في الربذة. ويروى أنّ رسول الله(ص) قال له: يا أبا ذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنة وحدك. وقد قام بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه عبد الله بن مسعود وجماعة معه كانوا في طريقهم من المدينة إلى الكوفة.

وروي أن زوجته أم ذر كانت تبكي عندما حضرته الوفاة، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض، وليس عندي ثوب يسعك كفناً لي ولا لك، ولا بد لي من القيام بجهازك! قال: فابشري، ولا تبكي فإني سمعت رسول الله(ص) يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين. وليس من أولئك النفر أحد، إلا وقد مات في قرية وجماعة، ولم يبق غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت؛ فأنا ذلك الرجل، فو الله ما كذبت ولا كذّبت.