8 شوال ذكرى هدم قبور أئمه البقيع “ع”
2019-06-12

الـ 8 من شوال يصادف ذكرى هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) على أيدي الطغاة الذين لم يراعوا حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

أول من دُفن بالبقيع

قيل: كان البقيع مقبرة قبل الإسلام

وأول من دُفن فيه من المسلمين هو أسعد بن زرارة الأنصاري، وكان من الأنصار، ثم دفن بعده الصحابي الجليل عثمان بن مضعون، وهو أول من دُفن فيه من المسلمين المهاجرين، وقد شارك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه في دفنه، ثم دفن إلى جانبه إبراهيم ابن الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولذلك رغب المسلمون فيها وقطعوا الأشجار ليستخدموا المكان للدفن.

ابتدئ الدفن في جنة البقيع منذ زمان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وأحياناً كان الرسول (صلى الله عليه وآله) بنفسه يعلّم على قبر المدفون بعلامة.

ثم بنيت قباب وأضرحة على جملة من القبور من قبل المؤمنين وبأمر من العلماء، كما كان البناء على قبور الأولياء معتاداً منذ ذلك الزمان، فكانت عشرات منها في المدينة المنورة ومكة المكرمة وحولهما.

لماذا هدم الوهابيون قبور البقيع ؟

الوهابيون قد قدموا إلى تهديم قبور البقيع مرتين في التاريخ المشؤوم

الوهابيون وكما هو معروف قد ورثوا الحقد الدفين ضد الحضارة الاسلامية من اسلافهم الطغاة والخوارج الجهلاء، فكانوا المثال الصادق للجهل والظلم والفساد، فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتين:

الأولى عام 1220 هـ، كانت الجريمة التي لاتنسى عند قيام الدولة السعودية الأولى، حيث قام آل سعود بأول هدم للبقيع، وذلك عام 1220 هـ، وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد المسلمون بناءَها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشكل فنيّ رائع، حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين بعد أن ولّى خط الوهابيين لحينٍ من الوقت.

الثاني عام 1344هـ، حيث عاود الوهابيون هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344هـ، وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة، وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار (عليهم السلام) وأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوىً من وعّاظهم.

فاصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعاً صفصفا، لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.