الأعمال العامة والمستحبة في ليلة القدر الثانية (21 شهر رمضان المبارك)
2019-05-26

اللّيلة الواحدة والعشرون

وفضلها أعظم مِن اللّيلة التّاسِعَة عَشر، وينبغي أن يؤدي فيها الاعمال العامة لليالي القَدر مِن الغسل والاحياء والزيارة والصلاة ذات التَوحيد سبع مرات ووضع المصحف عَلى الراس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلِكَ، وقَد اكدت الاحاديث استحباب الغسل والاحياء والجّد في العبادة في هذه اللّيلة والليلة الثّالِثَة والعِشرين، وإنَّ لَيلَة القَدر هي إحدهما، وقَد سُئل المعصوم (عليه السلام) في عدة أحاديث عَن لَيلَة القَدر: أيّ الليلتين هي؟ فَلَمْ يعّين، بل قالَ: "ما أيسر ليلتين فيما تطلب"، أو قالَ: "ما عَلَيكَ أن تفعل خَيراً في ليلتين"، ونحو ذلِكَ.

الأول:

أن يبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر الأواخر من الشهر.

الثاني:

تقول: "يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ وَمُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ، وَمُخْرِجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجَ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، يا الله يا رَحْمنُ، يا الله يا رَحِيمُ، يا الله يا الله يا الله، لَكَ الاَسماء الحُسْنى وَالاَمْثالُ العُلْيا وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ) ".

الثالث:

روى الكفعمي عَن السيّد ابن باقي أنه تقول في اللّيلة الحادِية والعِشرين:

"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْسِمْ لِي حِلْما يَسُدُّ عَنِّي بابَ الجَهْلِ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بابَ كُلِّ فَقْرٍ، وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ، وَعِزاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنِي بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ، وَأَمْنا تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلِّ خَوْفٍ، وَعافِيَةً تَسْتُرُنِي بِها عَنْ كُلِّ بَلاءٍ، وَعِلْماً تَفْتَحُ لِي بِهِ كُلَّ يَقِينٍ، وَيَقِيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لِي بِهِ الاِجابَةَ فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ، السَّاعَةِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ يا كَرِيمُ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنِي وَبَيْنَ الذُّنُوبِ حَتَّى اُفْلِحَ عِنْدَ المَعْصُومِينَ عِنْدَكَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".

الرابع:

وروي عَن حماد بن عثمان قالَ: دخلتُ عَلى الصادق (عليه السلام) لَيلَة احدى وعَشرين مِن شَهر رَمَضان، فقالَ لي: "يا حماد، اغتسلت"؟ فقلت: نعم جُعلتَ فداك، فدعا بحصير، ثم قالَ إلي لزقي فصّل، فَلَمْ يزل يصلي وانا أصلّي الى لزقه حتى فرغنا مِن جميع صلواتنا، ثم أخذ يدعو وأنا أؤمِّن عَلى دعائه الى أن اعترض الفَجر، فأذن وأقامَ ودعا بعض غلمانه، فقمنا خلفه فتقدم فصلّى بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الكتاب وإنّا أَنزَلناهُ في لَيلَة القَدر في الأوّلى، وفي الركعة الثّانِيَة بفاتحة الكتاب وَقُلْ هُوَ الله احد، فلمّا فرغنا مِن التسبيح والتحميد والتقديس والثناء عَلى الله تَعالى والصلاة عَلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) والدُّعاء لجميع المؤمنين والمُؤمِنات والمسلمين والمسلمات، خرَّ ساجداً لا أسمع مِنهُ إِلاّ النّفس ساعة طويلة، ثم سمعته يَقول: "لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ… " الى آخر الدُّعاء المروي في الاقبال.

وروى الكليني انه كانَ الباقر (عليه السلام) اذا كانَت لَيلَة احدى وعَشرين وثلاث وعَشرين اخذ في الدُّعاء حتى يزول الليل (ينتصف)، فأذا زال الليل صلّى.

الخامس:

وقالَ المفيد (رضوان الله تعالى عليه): ينبغي الاكثار في هذه اللّيلة مِن الصلاة عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، والجّد في اللّعن عَلى ظالمي آل مُحَمَّد (عليهم السلام)، واللّعن عَلى قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام).

السادس:

صلاة الليلة الحادية والعشرين: ثمان ركعات بما تيسّر مِن السّور.