أعظم آية في تهييج رجاء العبد
2019-05-12


قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

أعظم آية في القرآن الكريم في تهييج رجاء العبد، وفيها تنويه بمقام العفو والإحسان، وتذكّر المتقين بعدم اليأس لو صدر منهم ذنب، فإنّه بعد أن ذكر أوصاف المتقين - من كظم الغيظ والعفو والإحسان - عقبه سبحانه بأعظم ما منّ به على العباد، وهو العفو عن المذنبين والإحسان بهم ، تعليماً لهم وتنويهاً لمقامهما وإعلاماً بأن الإنسان لا يخلو عن الذنب إلا أن يكون معصوماً بعصمة الله تعالى ، فهو محتاج إلى العفو والإحسان.

والفاحشة من الفحش، وهو مجاوزة الحدّ في السوء، فتكون الفاحشة كلّ ما اشتدّ قبحه من الذنوب والمعاصي، وشاع استعماله في الزنا باعتبار أنه أظهر أفراد الفحشاء ، وكلّ خصلة قبيحة فهي فاحشة من الأقوال والأفعال ، وفي الحديث { إنّ الله لا يحبّ الفحش والتفاحش}.

والمراد بها في الآية الشريفة - بقرينة المقابلة للظلم - المعصية الفاحشة في قبحها ، سواء كانت مقتصرة على النفس ، كترك الصلاة ونحوه ، أم متعديّة إلى الغير / كالقتل والغيبة ونحوهما ، والظلم ما دون ذلك ، كما يصحّ أن يكون الفرق بينهما كالفرق بين الكبيرة والصغيرة.

السيد عبد الاعلى السبزواري (قدس)