مضامين خطبة كربلاء المقدسة وتوجيهات المرجعية من داخل الصحن الحسيني الشريف
2019-04-07

المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا: نجدُ هناك تجاوزاً على أئمّةٍ وعلماءَ ورموزٍ بسبب فقدانِ الحياء الفكريِّ والعلميّ،

أهمّ النقاط التي تناولتها المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا في خطبة صلاة الجمعة ليوم (28 رجب 1440هـ) الموافق لـ(5 نيسان2019م)


هناك بعض الأمور قد تكون فرديّة وضررُها يُقيّد بالفرد، وهناك أشياء تكون عامّة ولا شكّ أنّ الضرر سيتّسع وستبدأ مشاكل جمّة إذا انتشرت هذه الظاهرة.

الحياء من المواضيع المهمّة التي أصبحت تهدّد مجتمعنا لفقد الأساليب التربويّة الناجحة.

الحياء الفكريّ هو أنّ الإنسان عليه أن يحترم الفكر وعليه أن يحترم العلم، فإذا كان لا يحترم العلم والفكر معنى ذلك أنّ هذا الرجل ليس لديه حياءٌ علميّ وفكريّ.

عندما لا نحترم الجانب الفكريّ والجانب العلميّ نتخبّط، ولعلّ من أكثر الأشياء عرضةً لهذا هو الجوانب الدينيّة.

للأسف البعض فقد الحياء الفكريّ لماذا؟ لأنّه أمام الطبّ يقف، فإذا تكلّم بغير لُغة الطبّ يُستهزأ بهِ، أمّا في القضايا الدينيّة أبحنا لأنفسنا أنّنا نتكلّم في كلّ شيءٍ دينيّاً.

لابُدّ أن يكون عندي حياءٌ علميّ فأحترم العلم، ويكون عندي حياءٌ فكريّ فأحترم الفكر، أمّا إذا كنت لا أملك هذا الحياء سأتخبّط تخبّط عشواء وأكون أضحوكة.

الذي يُساعد شخصاً لا يملكُ الحياء العلميّ ويُثني على قوله هو أيضاً مثلُهُ لا يملك هذا الحياء.

بعضُ المشاكل تؤدّي الى هلاكٍ وفسادٍ اجتماعيّ نتيجةَ الجري مع نكراتٍ ومجهولين يتطفّلون على كثيرٍ من ثوابتِنا ومبانينا.

هل يُعقل أن نصل الى حالةٍ نحنُ لا نحترم قيمنا ولا مبادئنا، ولا نحترم مقدّساتنا بدعوى من الدعاوى التي تكلّمنا عنها سابقاً. الحريّة وأمثال ذلك؟

لابُدّ من التمييز بين الفوضى والحريّة، وهذا الذي يجري هو بسبب الفوضى.

أنهوا الفوضى وأبدلوها بالحرّية، فالحريّةُ لها ضوابط وأصول ولها قيم.

الله تعالى خَلَقَنا أحراراً ونحن نريدُ الحريّة لا نريد الفوضى، فالفوضى فيها مهالك.

لابُدّ أن تحافظوا على المقدّسات وعلى القيم وتحافظوا على هذا الجانب من الحياء الفكريّ والحياء العلميّ.

الشبابُ هم بذرةُ البلاد وأملُ البلاد فليُربَّوا تربيةً سويّةً صالحةً مؤمنةً تنفع البلد.

الفِكرُ المعوجّ لا يحقّق بناءً مستقيماً، فهذا مستحيلٌ ولا يُمكن أن يكون.