الثاني عشر من شهر رجب.. دخول امير المؤمنين الى الكوفة واتخاذها عاصمة له
2019-03-20

الكوفة إبّان حكم أمير المؤمنين (ع)

كان وفد الكوفيين بقيادة مالك الأشتر أوّل من بايع أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد تحرك أمير المؤمنين (عليه السلام) بمعية ألف رجل من أهل المدينة قاصداً الكوفة وانضم إليه منهم اثنا عشر ألف مقاتل. وكان أكثر جيشه عليه السلام في الجمل من الكوفيين. وقد اتخذها عليه السلام عاصمة لحكومته.

السبب في اختيار الإمام الكوفة عاصمة لحكومته

هناك مجموعة من العوامل التي دعت أمير المؤمنين (عليه السلام) للانتقال من المدينة المنورة إلى الكوفة واتخاذها عاصمة لحكمه، منها:

1.    ضعف العامل الاقتصادي في كل من المدينة المنورة ومحطيها الإقليمي بنحو لا يؤهلها لتحمل مسؤولية تأمين الدعم الاقتصادي لمعاركه الثلاث ضد الناكثين والقاسطين والمارقين، على العكس من الكوفة التي فيها ما يؤهلها لدعم المعركة وأسناد الجند بشكل جيد.

2.    ضعف العنصر السكاني في المدينة فانّ عدد سكان المدينة لا يمكنها من إعداد قوّة قتالية كبيرة بإمكانها مواجهة العساكر الأموية في الشام، في حين نرى الكوفة قادرة بطبيعتها السكانية على تلبية هذه الحاجّة الضرورية.

3.    يوجد في المدينة من هو بعيد عن أمير المؤمنين عليه السلام فكراً وولاءً، بل يرى نفسه بإزاء أمير المؤمنين من ناحية المنزلة الدينية والسياسية، على العكس من المجتمع الكوفي.

4.    غلبت على المجتمع المدني خلال حكم الخلفاء الثلاثة روح الدعة والميل للحياة الرغيدة مما جعلهم بعيدين عن روح التضحية والفداء وقطع البراري والقفار كدعاة ومبلغين للرسالة وحاملين سلاح الدفاع عن قيم الرسالة.

5.    كثرة الصحابة الذين اختاروا السكن في الكوفة دون سائر البلدان الإسلامية.

6.    تمتع الكوفة بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها تحتل موضع القلب للعالم الإسلامي بين إيران والحجاز والشام ومصر.