شهادة قنديل
2019-02-11

لم يكن يخلُ بيتٌ في الأزمنة السابقة من قنديل، واعتادت الناس أن تضعه في مكان مرتفع لا تصل إليه الايادي حفاظًا عليه، ومن الطبيعي أن ما كان في مكان مرتفع فهو يضيء ويرى كل ما يحدث دونه، واليوم سيروي لنا القنديل ما حدث في بيت الزهراء...

- تفضل أيه القنديل، واروِ لنا ما حدث، ولتكن شهادتك هي الأم، وشهد شاهد من اهلها...

- فقال القنديل: من توفيقي اني وجدت في هذا البيت، في بيت اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا.. في بيت تستأذن الملائكة والنبي الخاتم للدخول فيه، في بيت يسكنه معصومون.... بين مصلٍ وقارئ للقران ومتهجد

وفي يوم .... وفي ساعة ..... وفي عام ......

كان الكل مشغولًا بفقد خاتم المرسلين (صلى الله عليه وآله) والعزاء والحزن يملئ كل جوانب البيت .

قال القنديل مسترسلًا، والدمه ينهمر منه: سمعتُ رجالا خارج البيت يتحدثون، ومناديًا ينادي: ليخرج لنا عليٌّ للبيعة والا احرقنا الدار ومن فيها!

واذا بصوت منهم يقول -وهو كبيرهم الذي علمهم لا السحر- وانما التجاوز على مقام النبوة والامامة: احرقوا الدار ومن فيها!

فقال احدهم: سيدي إن في دار فاطمة...

واذا بصوت عالٍ من سيده (وإنْ)!

فقلت –القنديل- : أيعقل هذا؟!

أنا قنديل لا أحرق الا زيتًا وضعوه في داخلي لأنير لهم الظلمات، فكيف يحرقون نور النبوة ونور الطهارة! نورًا اخرجهم من الظلمات إلى النور؟! كم كنت أرى صنع النبي صلى الله عليه واله لهذا البيت ومن فيه؟ فتذكرت في وقتها موقف النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يطرق هذا الباب ويقول: إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرًا...

ويقول: يا اهل الدار، أتأذنون لمحمد بالدخول، فتقول ابنته: تفضل يا ابتِ، البيت بيتك والحرة ابنتك، ولكني أرى اليوم قومًا بين حارق للدار وبين داخل عليها..

 دفعوا الباب، وكانت سيدتي خلف الباب، واذا بها تصرخ لخادمتها فضة: أسنديني، واليك ضميني، فقد أسقطوا جنيني، وقد سمعت شيئًا يُكسر، فظننت أن الباب كسرت، فالتفتُّ، واذا بالباب عامرة، فالتفتُّ يمينًا وشمالًا، لأرى ماذا كُسر، ولكن لم اعرف الا يوم غُسلت سيدتنا، ورأيت مولانا أمير المؤمنين يبكي، وسمعت أن يديه مرت على إضلاع مكسورة...


ابو محمد مهدي الترابي