شواهد على مصداقية الانتماء إلى الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)
2023-01-29

ومن جملة تلك الشواهد ..

١ - الوقائع السياسية المعلومة، حيث تعاملت السلطة مع هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) من خلفاء الصادق (عليه السلام) ـ الذي اشتهر في الآفاق بإمامته في العلم ـ على هذا الأساس، فاقتادتهم إلى العاصمة وجعلتهم تحت الرقابة دون إخوتهم وبني إخوتهم وبني أعمامهم. وما كان هذا الأمر ليكون لولا قيادة هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) فعلاً لجمهور واسع من الشيعة يرون شرعيتهم باعتبارهم الأولى بالسلطة من غيرهم، ويرونهم قادة متفردين في العلم والتسديد الإلهي عن سائر الأمة.

 ۲ - أن من الواضح تأريخياً أن الشيعة الإمامية المعاصرين لهؤلاء الأئمة القادة كانوا يرتبطون بهم ويساندونهم ويعتقدون باصطفائهم من هذه الأمة، ومن المحال أن يستطيع هذا المجتمع الشيعي برجاله أن يلصق نفسه بهؤلاء القادة إذا كانوا - أي الأئمة - يتبرؤون من هذا الاعتقاد القيادي ولا يتزعمونه.

3- إن الشواهد التأريخية الواضحة تدل - من خلال كتب التراجم والرجال وفهارس الكتب المؤلفة في العصور الأولى مثل فهرست ابن النديم والتراث التأريخي المتبقي منها - على أن المجتمع الامامي كان ذا علم وفقه وتشريع وحديث وإسناد ونقد وتمحيص، فكان الإمامية مشاركين في العلوم الإسلامية المختلفة مشاركة كبيرة مؤثرة.

ويمكن تلمّس هذه الحركة بشكل بيّن منذ القرن الثاني الهجري ـ ونعني به عصر الباقر والصادق (عليهما السلام) - ولا سيما في منتصف هذا القرن، ثم يزداد الأمر وضوحاً كلما تأخر الزمان حيث يتسع عدد العلماء والمحدثين والكتب المؤلفة التي نقل عنها سائر علماء المسلمين ورجالهم.

فهذه حقائق تأريخية تساعد على تصديق انتماء المجتمع الشيعي الإمامي المذعن بهؤلاء الأئمة إليهم فعلاً.

والمهم أن البحث عن ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) ينبغي أن يكون من هذه المنطلقات التي هي البيئة الداخلية للمجتمع الإمامي الذي خوطب من قبل أئمة أهل البيت (عليهم السلام).



منهج البحث والتحري في شأن الإمام المهدي (عليه السلام)، ص61-63

السيد محمد باقر السيستاني