العقل والوحي لا يتعارضان
2024-04-06

لما كان الوحي دليلا قطعيا، وكان العقل مصباحا منيرا جعله الله في كيان كل فرد من أفراد النوع الإنساني، - لذلك - لزم أن لا يقع أي تعارض بين هاتين الحجتين الإلهيتين.

ولو بدا تعارض بدائي أحيانا بين هاتين الحجتين، فيجب أن يعلم بأنه ناشئ من أحد أمرين: إما أن استنباطنا من الدين في ذلك المورد غير صحيح، وإما أن هناك خطأ وقع في مقدمات البرهان العقلي، لأن الله الحكيم تعالى لا يدعو الناس إلى طريقين متعارضين مطلقاً.

وكما أنه لا يتصور أي تعارض حقيقي بين العقل والوحي، كذلك لا يحدث أي تعارض بين " العلم " و " الوحي " مطلقا، وإذا لوحظ نوع من التعارض بين هذين في بعض الأحايين فإنه أيضا ناشئ من أحد أمرين: إما

أن يكون استنباطنا من الدين في هذا الموضع استنباطا خاطئا، وإما أن العلم لم يصل في هذا الموضوع إلى المرحلة القطعية.

إن التعارض ينشأ غالبا من الشق الثاني أي عندما تتلقى بعض الفرضيات العلمية على أنها حقائق قطعية، وعند ذلك يحدث التصور بأن هناك تعارضا بين العلم والدين.



العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( عليه السلام )، الشيخ السبحاني، ص20، 21