الفوارق النفسية الجنسية بين الجنسين
2024-03-25

والفوارق النفسية الجنسية بين الجنسين فهي صنفان:

 أ. فوارق في المشاعر والرغبات الغريزية مبنية على الخصائص الجنسية الجسدية، حيث يلاحظ رغبة الذكر إلى الأنثى دون ذكر مثله بتأثير تحفيز الدماغ وإفراز الهرمونات الذكرية، ورغبة الأنثى إلى الذكر دون أنثى مثلها لمثل ذلك.

ب. فوارق في مشاعر نفسية أخرى، حيث يتميّز الرجل بالحزم والرغبة في التحكم والإدارة وسرعة الاستجابة للإغراء والغيرة على الأنثى، وتتميز الأنثى بالعاطفة الجياشة، وبالاهتمام بالجمال في نفسها وفي ما حولها، وفي الميل إلى الاستناد على الدعم والإسناد النفسي (من الرجل)، وبالرغبة في الإغراء وفي الإثارة وإظهار الجمال وبالحياء المميز وبحفظ الخصوصية عن الرجال، وبمشاعر الأمومة المؤكدة التي تساعد تحملها على مصاعب تربية الطفل ومشاقها. وقد يُدعى أن بعض هذه الفوارق إنما تلحظ في المجتمعات المحافظة بالنظر إلى بيئتها الخاصة دون المجتمعات الحديثة، ولكن الواقع أننا لا نزال نجد شواهد على هذه المشاعر ولو بنحو خافت في المجتمعات الحديثة.

ومن الفوارق النفسية الأخرى بين الجنسين هو التفاوت بينهما في قائمة الأولويات في الاهتمامات المشتركة بينهما، كما يتضح من المقارنة بين أولويات الجنسين المشهودة في الكلام وفي صرف الوقت وفي صرف الأموال وغير ذلك.

فهذه فوارق نفسية متعلقة بالفوارق الجسدية الجنسية بين الجنسين، ولذلك نجد أن الطب النفسي أيضاً - بمختلف أنواعه - يعتني بكون المريض ذكراً أو أنثى سواء الطب النفسي الجنسي أو الطب النفسي العام. هذا، والميول عموماً ليست عوامل قاهرة للنفس الإنسانية على السلوك الملائم لها، فيبقى اختيار الإنسان وإرادته الحرة هو الذي يعين صدور فعل ما عن الإنسان من عدمه، وإنما تمثل الميول دواعي على الفعل، ولذلك يتحمل المرء مسؤولية أفعاله الغريزية كغيرها من ممارساته وسلوكياته، ويحسن لدى العقلاء بالإنسان على العموم الاستجابة للميول الفطرية على نحو ملائم ومعتدل، وتجنب السلوك الشاذ والمؤذي للآخرين.



سلسلة مقالات من كتاب (تكامل الذكر والانثى في الحياة)، ح 1، ص43- ص45

تأليف: السيّد محمّد باقر السيستاني