التكوين النفسي والاجتماعي للإنسان وفطرته بقواعد الحياة وسننها
2024-03-10

وهكذا نجد أن الإنسان قد ألهم ما أودع في خلقه وفطرته بقواعد الحياة وسننها في هذا البعد الأساس من أبعاد تكوينه النفسي والاجتماعي وما يترتب عليها من استحقاقات ومسؤوليات في إطار الاقتران والإنجاب. ولذلك كانت ثنائية الرجل والمرأة في الحياة بما تتضمنه من روعة وانسجام تمثل صيغة الاقتران الراشد والحكيم واللائق بالإنسان، وهي تمثل قوانين الطبيعة والفطرة التي تنبثق من داخل الإنسان بما تجسده من مقتضيات التكامل والتآزر والتعاون والسعادة والتعلق والحب والمودة واللذة والمتعة والسكينة والاستقرار والستر والألفة والأنس والإنتاج والتوليد والتضحية والوفاء والائتمان والثقة الشيء الكثير.

فالاقتران بين الجنسين هو الصيغة المثلى لحياة الإنسان في توفير صديق حميم للعيش الكريم إذا أحسن الإنسان الاختيار وراعى مبادئ الرشد والحكمة والعدالة والإحسان، على أن هذه الحياة لن تخلو بحال عن عناء واختبارات مختلفة للإنسان. ومن ثم كانت سنة الحياة الإنسانية عبر التاريخ عموماً قائمة بوحي من فطرته التي فطر عليها على تحديد الهوية الجنسية للإنسان وفق الحالة العضوية الكاملة وتحديد الاقتران المقبول والعلاقة السليمة باختلاف الجنس وبنائها على ثنائية الذكر والأنثى، والرغبة في تكوين الأسرة المؤلّفة منهما المبنية على تكاملهما، ثم إنجاب الأولاد من خلال العلاقة بينهما.



سلسلة مقالات من كتاب (تكامل الذكر والانثى في الحياة)، ح 1، ص38، 39

تأليف: السيّد محمّد باقر السيستاني