شروح نهج البلاغة
2024-03-05

... الشروح والتراجم التي أوردها علماء المسلمين بخصوص هذا الكتاب منذ عصر السيد الرضي حتى عصرنا الحاضر، ويبدو أن هذه الشروح إنّما تتضاعف وتزداد كلما ابتعدنا أكثر عن عصر السيد الرضي، والسبب في ذلك يعود إلى تنامي المعرفة بهذا الكنز النفيس كل يوم، وما هذه المؤتمرات والندوات التي أقيمت وما زالت تقام بخصوص نهج البلاغة إلّا شهادة حية أخرى على صحة ما أوردناه . فقد أشار المرحوم العلّامة الأميني في المجلد الرابع من كتابه الغدير في ترجمته لحياة المرحوم السيد الرضي إلى هذه المسألة وقال : ((لقد كتب أكثر من خمسين شرحاً على نهج البلاغة منذ عصر المرحوم السيد الرضي لحد الآن . . . )) ثم خاض في ذكر هذه الشروح ، إلى جانب ذكر مؤلفيها وتأريخ وفاتهم، وبإضافة التراجم التي ظهرت في هذه الأواخر، فقد أحصى ما يقارب الحادي والثمانين ترجمة وشرحاً، وبالطبع فان كل شرح من هذه الشروح (كتفاسير القرآن) قد سلط الضوء على جانب من جوانب نهج البلاغة، فقد خاض البعض في جانبه الأدبي بينما تناول البعض الآخر أبعاده التأريخية أو الفلسفية أو القضايا التربوية والاجتماعية وما إلى ذلك.

هذا وقد ذكر مؤلف كتاب ((مصادر نهج البلاغة)) أكثر من مئة وعشرة شروح وتفاسير لنهج البلاغة، بينما ذكر بعض الفضلاء في كتبهم أسماء ثلاثمائة وسبعين كتاباً ألفت في شرح نهج البلاغة وترجمته وتفسيره. وبالرغم من ذلك لابدّ من الاعتراف بأن هذا الكتاب ما زال لم يظفر ببغيته من سبر أغواره والغوص في أعماقه من أجل استخراج كنه معانيه لتعالج متطلبات العصر والزمان وأنين البشرية، كيف لا وأبعاده كأبعاد شخصية علي(عليه السلام) التي لا يحيطها الكلام ولا يلم بتفاصيلها القلم والبيان. وهنا لابدّ من القول بأن الشروح والتراجم المذكورة ليست واسعة كامل، وأنّ بعضها قد اكتفى بمحور من محاور نهج البلاغة، ولم يشذ منها سوى النزر القليل من الشروح التي تعاملت بشمولية مع النهج.



نفحات الولاية، ج ١، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ص ٣٤، 35