علاقة الأخلاق بالفلسفة
2024-02-12

الفلسفة في معناها ومفهومها الكلي، تعني: معرفة العالم بما لدى الإنسان من قدرة، وبهذا المعنى يمكن أن تدخل جميع العلوم تحت هذا المفهوم الكلّي، بحيث نرى في الأعصار السّابقة والقديمة، عندما كانت العلوم محصورةً ومعدودةً كانت الفلسفة تلقي الضوء عليها جميعاً، والفيلسوف كان له الباع الطويل في جميع العلوم، وفي ذلك الوقت قسّمت الفلسفة إلى قسمين:

أ - الأمور التي لا دخل للإنسان فيها، والتي تستوعب جميع العالم، عدا أفعال الإنسان.

ب - الأمور التي تنضوي تحت إختيار الإنسان وله دخل فيها، يعني أفعال الإنسان.

فالقسم الأول يسمّى بالحكمة النظريّة، وتقسم إلى ثلاثة أقسام:

الفلسفة الأولى أو الحكمة الالهيّة: وهي التي تتناول الأحكام الكلية للوجود والمبدأ والمعاد.

2 - الطّبيعيات: وفيها أقسام مختلفة.

3 - الرّياضيات: وهي أيضاً لها فروع متعددة.

وأما التي تتعلق بأفعال الإنسان، فتسمى بالحكمة العمليّة، وهي بدورها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1 - الأخلاق والأفعال: التي تكون سبباً في سعادة أو ضلال الإنسان، وتكون جذورها ومصدرها النفس الإنسانيّة.

2 - تدبير المنزل: وكل ما يتعلق بالعائلة.

3 - سياسة وتدبير المدن: والتي تتناول طرق إدارة المجتمعات البشرية.

وهكذا فقد أفردوا للأخلاق حقلها الخاص بها، في مقابل (تدبير البيت) و (سياسة المدن).

وعليه يمكن القول بأنّ علم الأخلاق هو فرع من: ((الفلسفة العملية)) أو ((الحكمة العمليّة)).

ولكنّ تعدد العلوم في عصرنا الحاضر دعى للفصل بينها...

ويوجد اختلاف بين الفلاسفة، في أيّهما أفضل: الحكمة النظريّة أم الحكمة العمليّة، فقسم ادّعى الأفضلية للُاولى، وقسم آخر إدّعى الأفضلية لِلثانية، وعند التّدقيق في مدّعاهم نرى أنّ الاثنين على حق.




الأخلاق في القرآن، ج ١، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ص16، 17