ومنها: أداء الأمانة. وقد أكد على ذلك الإسلام. قال الله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ...](سورة النساء الآية : ٥٨) وقال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ] (سورة الأنفال الآية: ۲۷).

وفي حديث سدير عن أبي جعفر (عليه السلام): «قال قال أبو ذر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فاذا مرّ الوصول للرحم المؤدي للأمانة نفذ إلى الجنة، وإذا مرّ الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل، وتكفأ به الصراط في النار)) (الكافي ج ٢ ص ١٥٢ باب صلة الرحم ح ١١).

وفي حديث الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام): ((قال: إن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البر والفاجر)) (الكافي ج ٢ ص ١٠٤ باب الصدق وأداء الأمانة ح ١).

وتقدم في حديث الحسين بن مصعب أن أداء الأمانة للبر والفاجر من الثلاثة التي لا عذر لأحد فيها.

وفي حديث أبي حمزة الثمالي: ((سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) يقول لشيعته: عليكم بأداء الأمانة. فوالذي بعث محمداً بالحق نبياً لو أن قاتل أبي الحسين بن علي (عليهما السلام) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته له)) (امالي الشيخ الصدوق ص:319 المجلس: 43 حديث: 6. معاني الاخبار ص:202 وسائل الشيعة ج:13 ص:225 باب:2 من ابواب كتاب الوديعة حديث: 13).

وفي حديث أبي كهمس: ((قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): عبد الله بن أبي يعفور يقرؤك السلام. قال: عليك وعليه السلام. إذا أتيت عبد الله فأقرئه السلام، وقل له: إن جعفر بن محمد يقول لك: انظر ما بلغ به علي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالزمه، فإن عليا (عليه السلام) إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصدق الحديث وأداء الأمانة)) (الكافي ج:2 ص:104 باب الصدق وأداء الأمانة حديث:5)

خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)، ص275، 276

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)