تعريف علم الاخلاق
2024-01-24

أخلاق جمع خُلق (على وزن قُفل)، وخُلُق على وزن افُق، وعلى حد تعبير الرّاغب في كتابه المفردات، أنّ هاتين الكلمتين ترجعان إلى أصلٍ واحدٍ، وهو ((خلق)) بمعنى الهيئة والشّكل الذي يراه الإنسان بعينه، والخُلق بمعنى القوى والسّجايا الذاتية للإنسان.

ولذا يمكن القول بأنّ: ((الأخلاق هي مجموعة الكمالات المعنويّة والسّجايا الباطنيّة))

ان الحديث الذي ورد عن رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله)، حيث قال:

((جَعَلَ اللَّهُ سُبحانَهُ مكارمَ الأخلاقِ صِلةً بينه وبين عبادِهِ فحسب أَحدِكُم أَن يتمسّكَ بخُلقٍ مُتَّصلٍ باللَّهِ)) (تنبيه الخواطر، ص 362).

وبعبارةٍ أخرى: أنّ الباري تعالى هو المعلم الأكبر للأخلاق، وهو مربّي النّفوس، ومصدر لكلّ الفضائل، والقرب منه تعالى لا يتمّ إلّا بالتّحلي بالأخلاق الإلهيّة.

وعلى هذا نرى أنّ كلّ فضيلةٍ يتحلى بها الإنسان، تؤدي إلى تعميق العلاقة بينه وبين ربّه، وتقربه من الذّات المقدّسة أكثر فأكثر.

وحياة المعصومين (عليهم السلام) كلّها تبيّن هذهِ المسألة، فإنّهم كانوا دائماً يدعون إلى الأخلاق، والتّحلي بالفضائل، وهم القُدوة الحسنة في سلوك هذا الطريق، ... ويكفي شرفاً للرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، أنّ اللَّه تعالى نعته في سورة القَلم:

[وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ] (سورة القلم، الآية 4).



الأخلاق في القرآن، ج ١، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ص ١٤