فيما يحمله النبي (صلى الله عليه وآله) من مَبَادِى سَامِية
2024-01-23

قد جمع الله سبحانه وتعالى سمو خلق النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: [وانك لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ] (سورة القلم الآية: ٤)، وأمير المؤمنين (عليه السلام) فيما سبق من قوله: ((ولقد قرن الله به (صلى الله عليه وآله) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره)) (نهج البلاغة ج: ٢ ص: ١٥٧).

وجمع هو (صلى الله عليه وآله) أيضاً ما تضمنته رسالته الرفيعة منها بقوله: ((بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) (تفسير الثعلبي ج: ١٠ ص: ۱۰. السنن الكبرى للبيهقي ج:۱۰ ص: ۱۹۲ كتاب الشهادات: باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها... مجمع البيان في تفسير القرآن ج: ١٠ ص: ٨٦. الجامع لأحكام القرآن ج: ٧ ص: ٣٤٥. وغيرها من المصادر الكثيرة). وفي حديث إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن آبائه عن علي (عليه السلام): ((قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: بعثت بمكارم الأخلاق ومحاسنها (أمالي الشيخ الطوسي ص: ٥٩٦ المجلس:٢٣. بحار الأنوار ج: ١٦ ص: ٢٨٧ باب مكارم أخلاقه وسيره وسنته حديث:١٤٢).

وفي حديث محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن علي (صلوات الله عليه) قال: ((قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليكم بمكارم الأخلاق، فإن الله عز وجل بعثني بها. وإن من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، وأن يعود من لا يعوده) (أمالي الشيخ الطوسي ص: ٤٧٨ المجلس: ١٧ حديث:١١).

ويشهد بما ذكرنا إجمالاً تأثير النبي (صلى الله عليه وآله) العجيب في المجتمع الذي عاشره، وسيطرته عليه مع تناقضاته وسلبياته التي تقدم التعرض لها، حتى استطاع (صلى الله عليه وآله) أن يهيئه لاختراق الشعوب المحيطة به، على ما تقدّم.

كما أنه (صلى الله عليه وآله) حثّ على مكارم الأخلاق بمختلف الوجوه، ومنها أنه جعلها من وجوه الجهاد، بل أفضلها، مع ما هو المعلوم من أهمية الجهاد في الإسلام.

ومن المعلوم أن مكارم الأخلاق تحتاج إلى قوة النفس وضبطها، بحيث تتغلب دواعي الخير الكامنة فيها في صراعها مع دواعي الشر والمغريات الكثيرة الداخلية والخارجية. ومن هنا حسن إطلاق الجهاد عليه.



خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)، 263، 264

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (قدس سره)