دلالة وجوه تكامل الذكر والأنثى من خلال قاعدة غائية خصائص الكائنات الحية
2024-01-20

أن تأمل ثنائية الذكر والأنثى في الإنسان وتكاملهما - وفق الإدراكات الوجدانية البديهية لعامة العقلاء في المجتمع الإنساني ووفق قواعد العلوم ذات العلاقة مثل علوم الأحياء وعلوم التشريح ووظائف الأعضاء وعلوم النفس وعلم سلوك الإنسان وعلوم الطب وغيرها - يفضي إلى أن الهوية الجنسية الفطرية للإنسان تلائم الهوية الجنسية الجسدية من جهة وجوه التكامل بين الجنسين المشهودة نوعاً بحسب الإدراكات الوجدانية العامة.

ولبيان ذلك الأمر: هو أن هناك وجوه متعددة من التكامل بين الذكر والأنثى وهي على الإجمال:

١- التكامل الجسمي الجنسي العضوي والوظيفي (الفسلجي) بتناسب أعضاء الجنسين المميزة بينهما من حيث خصائصها التشريحية وأدوارها الوظيفية، حيث يكمل أعضاء أحدهما أعضاء الآخر على وجه ينسجم بعضهما مع بعض ويحققان

مجموعة متكاملة.

٢- التكامل العضوي والوظيفي في أدوات التناسل والتوليد الحافظ للنوع الإنساني، حيث تم توزيع هذه الأدوات على الجنسين على نحو ملائم فجهز كل منهما بجزء من الخلية الملقحة والأعضاء المنتجة لها فتتكامل الخلية بلقائهما وجهزت الأنثى بأجهزة الحمل والإرضاع للوليد.

3- التكامل الجنسي الشعوري، ونعني به الانجذاب الغريزي المميز لكل من الجنسين إلى الآخر بشكل خاص وذلك أمر وجداني مشهود عند عامة أفراد الجنسين.

٤ - التكامل النفسي العام من حيث اختلاف الخصائص النفسية للرجل والمرأة التي توجب اختلاف شخصيتهما النوعية من جهة اتصاف الرجل بالحزم والإقدام والاستجابة لإغراء الأنثى واتصاف المرأة عموماً بالعاطفة واللين والجاذبية والإغراء للذكر ومزيد من الحياء، وهذا أيضاً مما يجده عامة الناس على وجه وجداني مشهود، فالرجل والمرأة يلتئمان على وجه خاص ومميز في حياة خاصة وحميمة من خلال ملاءمة الخصائص المتفاوتة بينهما وعدم كون أحدهما نسخة مكررة عن الآخر.

ه - التكامل الصحي الجسدي والنفسي، بمعنى أنّ الاقتران الزوجي والأسري بين الجنسين موافق للصحة الجسدية والنفسية لكل منهما كما يجده الأطباء في الفروع

الطبية المختلفة.

إذن هناك تكامل مميز بين الجنسين من وجوه متعددة على وجه بديهي وظاهر (وسيأتي مزيد توضيح لبعض هذه الوجوه في طي الأبحاث المقبلة) ومعلوم في الاختصاصات العلمية ذات العلاقة.

وينبغي الانتباه إلى أن ما ذكرناه في الوجوه الثلاثة الأخيرة من توصيف جهات التكامل النفسي فإنّه يشير بطبيعة الحال إلى التكامل الجسدي في الدماغ، بمعنى صياغة دماغ كل من الجنسين على وجه مختلف ومتكامل بحيث يستجيب استجابات مختلفة ومتلائمة لدى الجنسين لما ذكرناه من قبل من العلاقة الوثيقة بين النفس الإنسانية وجسدها.




سلسلة مقالات من كتاب (تكامل الذكر والانثى في الحياة)، ح 2، ص54 ـ ص56

تأليف: السيّد محمّد باقر السيستاني