في اليوم ٢٤ من ذو الحجة اغتال المجرمون مرجع من مراجع الشيعة ، الأُصولي الكبير آية الله العظمى ، الشيخ مرتضى ابن الشيخ علي محمّد ابن الشيخ محمّد إبراهيم البروجردي
2020-08-15

أبوه

الشيخ علي محمّد، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني(قدس سره) في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: «عالم كبير، مجتهد جليل، جامع المعقول والمنقول، ومن أساتذة الفقه والأُصول والأخلاق، ورع زاهد تقيّ صالح خيّر متواضع، أبيّ النفس، كريم الصفات، طيّب الحديث، صابر محتسب، لم تكن للزخارف الحياتية لديه أيّة قيمة».

 

ولادته

ولد في السابع عشر من جمادى الأُولى 1348ﻫ الموافق لعام 1929 م بمدينة النجف الأشرف.

 

دراسته وتدريسه

بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.

 

من أساتذته

أبوه الشيخ علي محمّد، السيّد محسن الحكيم، السيّد أبو القاسم الخوئي، الشيخ حسين الحلّي، الشيخ مجتبى اللنكراني.

 

من تلامذته

السيّد منير الخبّاز القطيفي، السيّد الفهري، السيّد علي رضا السيّد محمّد صادق الحكيم، السيّد جعفر السيّد عبد الصاحب الحكيم، السيّد حسين السيّد علاء الدين الحكيم، الأخوان الشهيد الشيخ علي والشيخ قاسم واعظ زاده الخراساني، نجله الشيخ محمّد مهدي، الشيخ نجاح البغدادي، الشهيد السيّد محمّد صالح علم الهدى، الأخوان السيّد علي والسيّد محمّد القزويني، الشيخ علي الدهنين ، الشيخ علي الشيخ محمّد تقي الجواهري.

 

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني(قدس سره) في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: «من أعلام العلماء والمجتهدين، وأساتذة الفقه والاُصول، ومن أجلّاء الجامعة النجفية اليوم، وفي طليعة أساتذتها، ورع تقيّ خيّر صالح، طيّب الحديث، عذب البيان… وبلغ مرتبة عالية من الفضيلة والعلم، تصدّى للبحث والتدريس وكتابة المواضيع الفقهية، ولم يزل في النجف موضع التقدير، يُواصل جهاده العلمي».

 

2ـ قال السيّد الجلالي في فهرس التراث: «وصار من أفاضل تلامذة سيّدنا الأُستاذ(قدس سره) ـ أي السيّد الخوئي ـ، وكان على جانب كبير من الورع والتقوى».

 

من صفاته وأخلاقه

كان(قدس سره) لا يعتني بالدنيا وزخارفها، ويميل إلى البساطة في العيش، وكان يحتاط كثيراً في صرف الأموال الشرعية، وكان كذلك شديد العناية بالفقراء والمحتاجين، حتّى أنّهم ـ أحياناً ـ يأتون ويُطرقون بابه في أوقات متأخّرة من الليل فيُرحّب بهم، ويُقدّم لهم ما يقدر عليه، هذا بالإضافة إلى الرواتب الشهرية التي خصّصها لمساعدة الفقراء والمحرومين، وعوائل المسجونين في زنزانات نظام صدام البائد في العراق.

 

أمّا عن ولائه لأهل البيت(عليهم السلام)، وبالخصوص سيّد الشهداء(عليه السلام)، فيكفينا القول إنّه كان ملتزماً بزيارة عاشوراء يومياً، وكذلك كان مستمرّاً على زيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) في ليالي الجُمع، منذ أوائل شبابه إلى أكثر من خمسين سنة من عمره الشريف.

 

وأمّا عن عبادته، فقد كان يتهجّد إلى الله تعالى ويُناجيه في جوف الليل بقلبٍ محترق، وكان تهجّده غالباً في غرفةٍ مظلمة تماماً، وعندما سُئل عن السبب قال: «أُريد أن أتذكّر ظُلمة القبر».

 

من نشاطاته

إقامته صلاة الجماعة في الصحن الحيدري بالنجف الأشرف.

 

من أخوته

الشيخ محمّد إبراهيم، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني(قدس سره) في معجم رجال الفكر والأدب في النجف: «مجتهد فاضل عالم جليل خيّر ورع صالح».

 

نجله

الشيخ محمّد مهدي، فاضل محقّق مبلّغ محاضر، أُستاذ فقه وأُصول وتفسير في حوزتي النجف وقم، كتب تقرير درس والده في الأُصول، إمام جماعة لصلاة الصبح بمسجد أمير المؤمنين(عليه السلام) في قم.

 

من مؤلّفاته

مستند العروة الوثقى (تقرير درس السيّد الخوئي في الفقه) (20 مجلّداً) يحتوي على: الصلاة (10 مجلّدات)، الحج (4 مجلّدات)، الصوم (مجلّدان)، الزكاة (مجلّدان)، الخمس (مجلّد واحد)، الإجارة (مجلّد واحد).

 

استشهاده

 

تعرض في أُخريات عمره المبارك إلى ثلاث محاولات اغتيال غير أنّ الله تعالى قد أنقذه منها ، فَعُرض عليه من قبل بعض محبيه أن يهاجر من النجف الأشرف ، و هيّأوا له الأسباب ، ولكنه [ قدس سره ] كان يقول : إنّ حفظ حوزة النجف المقدسة أمانة في أعناق أفراد معدودين و أنا أقل هؤلاء الأفراد فكيف يسوغ لي تركها ؟

لم يتحمّل الظالمون وجود عالم زاهد شجاع، له مكانة في أوساط الحوزة العلمية في النجف الأشرف، فدبّروا له مؤامرة لتصفيته، إذ قام أحد العملاء بإطلاق النار عليه بعد عودته من صلاة الجماعة التي كان يُقيمها داخل حرم الإمام علي(عليه السلام)، فسقط على أثرها مضرّجاً بدمه شهيداً مظلوماً، وكان ذلك في الرابع والعشرين من ذي الحجّة 1418ﻫ الموافق لعام 1998 م وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد علي السيستاني، ودُفن بمقبرة وادي السلام في النجف الأشرف حسب وصيّته.