سيّد الشهداء (عليه السلام) هو اللوح المحفوظ والكتاب المبين وقلب عالم الإمكان
2019-09-07

 قال الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء مخاطباً أصحابه : "وَهَذَا اللَّيْلُ قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلاً، وَلْيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وَتَفَرَّقُوا فِي سَوَادِ هَذَا اللَّيْلِ".

سأنقل لكم كلام اثنين من أصحاب الإمام عليه السلام، ليتضح أنّ الجميع عاجز عن إدراك حقيقة شخصية هؤلاء وما قاموا به.

ومن هو المخاطب في كلام الأصحاب؟ هو الجالس على الكرسي، وهو لوح الوجود المحفوظ، وكتاب الله المبين، وقلب عالَم الإمكان، والعالِم بالسرّ والعلن. إنّهم يخاطبون من هذه منزلته، وبهذا النحو:

♦️كلام مسلم بن عوسجة وزهير ليلة عاشوراء♦️

لما قال الإمام الحسين عليه السلام هذا الكلام، نهض مسلم بن عوسجة، وقال كلمات محسوبة، فذكر الله تعالى، ثمّ قال: " وَالله لَوْ عَلِمْتُ أَنِّي أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُحْرَقُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُذْرَى، يُفْعَلُ ذَلِكَ بِي سَبْعِينَ مَرَّةً، مَا فَارَقْتُكَ"، قال ذلك ثمّ جلس، أوليس أهل العالم عاجزين عن إدراك هذه الروح؟

ثمّ قام زهير وقال: "والله، لوددتُ أنّي قُتِلت ثمّ نُشِرت ثمّ قُتِلت، حتى أقتل هكذا ألفَ مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك". أي كان يتمنّى أن يدفع عن أهل بيت الحسين عليه السلام، ومنهم القاسم بن الحسن، وإن أدّى ذلك إلى قتله بهذا الشكل.