خطُّ زعيم الحوزة العلمية أبو القاسم الخوئيّ(قدس سره)
2019-05-13

خطُّ مَنْ هذا؟ كتابةٌ أنيقةٌ على ورقٍ غيرِ مخطّطٍ، بأبعادٍ منضبطةٍ ومسافاتٍ متّسقةٍ. قُدّرَ لي أن أرى الكتيّبَ الصغيرَ في الخزنة الحصينة في دار العلم للإمام الخوئي في النجف الأشرف، وأُقلّبَ صفحاتِهِ، الكتيّب الذي خطّهُ بيدِهِ بحرُ العلمِ أبو القاسم الخوئيّ، آخرُ الفقهاءِ الكبارِ، وأغزرُهم تأليفاً، وأكثرُهم تدريساً، وأَمَدُّهم مرجعيةً، وفوق ذلك اجتهاداً وحكمةً.

رأيتُ أيضاً الكراساتِ الكبيرةَ الحجم التي نظّم فيها الأعلامَ والمصادرَ وبقيةَ المعلومات المتعلقة بمصنّفِهِ الضخم "معجم رجال الحديث".

لن أدّعيَ معرفةً بعالم الخوئيّ الواسع، وكتابته الأغزر بين معاصريه، لكني هضمتُ معه معنى أن يعيدَ العالِمُ التفكيرَ في "علوم القرآن" في كتابِهِ "البيان"، الكتاب الذي لا حشوَ فيه، عباراتُهُ تذكّر بطبقةِ العلماء المسلمين الأولى، أولئك الذين أسّسوا المعارف في ظلّ الحضارة الإسلامية، نقاشٌ وتدبّرٌ ومقارعةٌ وتمحيصٌ وعقلٌ يفكّرُ.