مسيرةُ سبايا الإمام الحسين(عليه السلام)
2020-09-08

مرّت بمحطّاتٍ مأساويّة عديدة، ففي مثل هذا اليوم التاسع عشر من محرّم الحرام سنة (61) للهجرة تحرّكت قافلةُ السبايا من الكوفة إلى الشام تتقدّمُها رؤوسُ الشهداء، وفي مقدّمتها رأسُ الإمام الحسين(عليه السلام)

 

فبعد أن عانت ربيباتُ الوحي ومخدّرات النبوّة والإمامة جميع أنواع المحن والبلاء أيام مكوثهنَّ في الكوفة؛ إذ عانينَ مرارة السجن وشماتة الأعداء وذلّ الأسر، وبعدما صدرت الأوامرُ من دمشق بحملهنّ إلى يزيد، أمر ابن مرجانة بتسيير رؤوس أبناء النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وأصحابهم إلى الشام، لتُعرض على الشاميّين كما عُرضت على الكوفيّين؛ حتّى تمتلئ قلوب الناس فزعاً وخوفاً، وتظهر مقدرة الأمويِّين وغلبتهم على آل الرسول.

وقد سُيّرت رؤوسُ العترة الطاهرة مع الأثيم زهير بن قيس الجعفي، كما سُيّرت العائلةُ النبويّة مع محفر بن ثعلبة من عائدة قريش، وشمر بن ذي الجوشن، وقد أوثقت بالحبال وأُركبت على أقتاب الجمال، وهنَّ بحالةٍ تقشعرّ منها ومن ذكرها الأبدان، وترتعد لها فرائص كلّ إنسان.

خرجت قافلةُ السبايا من الكوفة إلى الشام تتقدّمها رؤوسُ الشهداء للإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه التي خلّفت أجسادها في صحراء الطفّ، وسارت خلف الرؤوس النساءُ والأطفالُ، في مقدّمتهم عقيلة الطالبيّين السيّدة زينب(عليها السلام) بطلة كربلاء، وكان معها ابنُ أخيها الإمامُ زين العابدين(عليه السلام) الذي وُضعت بيده السلاسل وجُمِعت إلى عنقه، وحُمِلوا جميعاً على أقتاب الإبل التي كانت بغير وطاءٍ ولا غطاء، وراحت القافلةُ تخترق الصحاري والقفار متوجّهةً الى دمشق.

يُشار الى أنّ نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) قد مرّت بمحطّاتٍ عديدة منها قبيل شهادته (عليه السلام) وأخرى بعدها، ومن تلك المحطّات هي إرسال موكب سبايا أهل بيت النبوّة(عليهم السلام) الى الشام.