السيد محمد باقر السيستاني: (بقاء الإنسان بعد هذه الحياة )
2020-05-26

إن هذا النبأ لهو نبأ خطير للغاية لا يبلغ المرء عمقه ولا يستطيع أن يقدّره حقّ تقديره، وقد تمر عليَّ لحظات أستحضر فيها هذه الحقيقة، وأفكّر في أبعادها، فأستعظمها، وأشعر أنّني لا أحتملها، فكيف أستثمر حياةً بهذا الجد استثماراً لائقاً؟ فربع عمر الإنسان ـ على الأقل ـ ينقضي بالمنام، وباقيه يكثر فيه الإهمال والاسترسال والاستراحة، وحيثما يعمل الإنسان عملاً يتوقّعه صالحاً لا يُحرِز فيه سلامة النيّة والإخلاص، بل تعتريه هواجس المصانعة والتكلّف والمآرب الدنيوية، على أنّه ماذا عسى أن تكون أعمال مثلي ـ في مضمار السباق في هذه الحياة ـ مع أعمال الصالحين المتبصرين والنابهين الذين نظروا إلى هذه الحياة بنظرة ثاقبة وحكيمة، الذين نفذوا من ظواهر الأمور إلى بواطنها، وتجاوزوا في تأملهم حاضرها إلى مستقبلها وغايتها، ونذروا أنفسهم لاستثمار هذه الحياة على الوجه الأمثل

تجربتي مع الدين ص ٩