ترميم مصحفٍ نادرٍ يعود تاريخُه للقرن السادس للهجرة
2020-03-14

كشفت مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، تفاصيل عن ترميم مصحفٍ نادر يعود تأريخُه للقرن السادس للهجرة، فبعد أن أخذت منه السنون وعواملُ الزمن إضافةً الى الإهمال مأخذاً كبيراً وأثّرت على صفحاته الشريفة، تمّ ترميمُه وفق أحدث آليّات الترميم ومعالجته باتّباع الطرائق الفنّية الحديثة والمعتَمَدة.

مديرُ المركز التابع للمكتبة بيّن : "المُصحف يعود تاريخُه الى أواخر القرن السادس الهجريّ، وهو بخطّ النُسُخ القديم وكُتبت أسماء السور بالزعفران وبقيّة النصّ بالحبر الكاربونيّ، ومزخرفٌ بنقوش نباتيّة في هوامشه، جميع هذه الميزات جعلته تحفةً نادرة".

وأضاف: "عند الشروع بأعمال الترميم تمّ إجراءُ مسحٍ شامل له لمعرفة الأضرار التي كانت على النحو الآتي:

- الأوراق غير مكتملة وفيها نواقص من ناحية الكتابة والورق.

- الأوراق متكسّرة الأطراف.

- غلاف المصحف كان متشقّقاً ومفصولاً عن محتوياته الكتابيّة.

- وجود أشرطة ورقيّة لاصقة غير صالحة للترميم في محاولةٍ لترميمه.

- تهرّؤ أعداد كبيرة من الأوراق وتلاصق جزءٍ منها مع بعضها".

مضيفاً: "بعد ذلك شرعنا بأعمال الترميم وقد بُذلت جهودٌ فنيّة كبيرة لأجل إعادته بوضعيّةٍ مناسبة، والحمد لله وببركات صاحب المرقد الشريف وبمهارة العاملين حقّقنا ما نصبو اليه، حيث مرّ المصحفُ بعمليّات ترميمٍ وحسب نوعيّة الضرر المقدَّر له، ومن جملة ما قمنا به هو إزالة الأوساخ والأتربة باستخدام أدوات التنظيف الخاصّة، كذلك إزالة الأشرطة اللاصقة وإصلاح الشقوق والتكسّرات باستخدام الورق اليابانيّ الطبيعيّ ومواد لاصقة طبيعيّة، وبعد الانتهاء من ترميم الأوراق تمّت خياطته باستخدام خيطٍ قطنيّ وانتقلنا بعد ذلك الى ترميم الغلاف باستخدام الجلد الطبيعيّ وتركيبه على المخطوط، ومن ثمّ عمل علبةٍ من الكارتون القاعديّ والقماش الأرشيفيّ لأجل حفظه وإيداعه في الخزانة الحصينة التابعة للمكتبة".

واختتم: "رُمّم المصحفُ وفق أحدث طرق وآليّات الترميم المتّبعة، وتمّت إزالة التشوّهات التي أصابت أوراقه بدقّةٍ متناهية من دون أن يؤثّر ذلك فى أصل المخطوط، مع الحفاظ على هويّته والدلالات التاريخيّة التي يحويها والمخطوطات، وقد أنجزنا هذا العمل في وقتٍ قياسيّ، مع عمل نسخةٍ كمبيوتريّة خاصّة بالمصحف للحفاظ على أصلها".