"دعوة سَخِيّ " رحله موفقه ممتعه وعوده سالمه
2020-02-17

بقلم/ ندى الزيرجاوي

عندما ينبع الكرم من منبع الحكماء....

جليلة ومباركة تلك هي الساعات التي قضيناها تحت خيمة الكفيل...

وجهت إلينا دعوة من كرماء! كان بيننا وبينهم صفقة عمل مربحة في كل جوانبها، أرباحها لاتعد ولا تحصى...

كانوا ممن يراعون حرمات القلم ويدرؤن به عن كل خطأ وزلل، رغم الظروف الصعبة التي تعصف ببلدنا العزيز، قبلنا تلك الدعوة برحابة صدر واعددنا العدة للسفر ، كانت المسافة بعيدة نوعاً ما بالنسبة لي لأنني لم أسافر كثيراً ولم أحب تلك المسافات الطويلة، انطلقنا فجر ذلك اليوم حتى وصلنا إلى مبتغانا...

ما إن لاحت إلينا منائر الحرمين الشريفين! إلاَّ وإن التعب قد فارقنا بلحظتها، وغمرنا احساس الشوق المكنون بداخلنا لزيارة تلك المراقد المقدسة...

 بعد أخذ استراحة من الزمن توجهنا إلى المكان المقرر لأقامة تلك الورشة التي دعينا إليها وكان في استقبالنا الشيخان الجليلان المسؤولان عن ادارة تلك الجلسة الرائعة التي نرتوي بها من بين كفي السقاء،

بدأ الإجتماع بتلاوة آيات من الذكر الحكيم لتضفي عطراً على عطره ، فبدأ أحدهما بالترحيب لجميع الحاضرين صغارهم، كبارهم، نسائهم ورجالهم؛ لحضورهم وقبولهم هذه الدعوة المباركة، بادر بإلقاء كلمته..

وهو يترقب انظار الجالسين حتى لاتذهب يميناً و شمالاً و التركيز عليه..

بطريقة إلقائه هذه رجعت بي الذاكرة إلى أيام الدراسة عندما كان الأستاذ يقوم بشرح الدرس، يطلب من الطلبة بصب أنظارهم عليه دون غيره ليتمكن من إيصال الفكرة بطريقة أسرع وأسهل، كان تجمعًا مهيبًا يعلوه صوت واحد وهدف سامٍ، ألا وهو نحت ذلك القلم في سبيل أعلاء كلمة الحق وذكر فضل آل بيت الرسول (صلوات الله عليهم آجمعين).

كان مجلسنا ذلك اليوم أشبه بخلية النحل وكيف أن النحل يعلم ماله وما عليه من عمل فأخذنا من رحيق العلم واستزدنا معلومات لتنفعنا بصقل مواهبنا لخدمة المذهب...


بعدما انتهى الشيخان من كلمتهما فسحوا المجال أمام الحضور لإبداء آرائهم، مقترحاتهم والمشاكل التي يعانون منها، من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها..

 كانت جميع تلك المقترحات والمناقشات تصب في إنجاح ذلك المشروع المبارك، والموفق والمسدد ببركات صاحب المكان صاحب الكرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) .

في الختام، تم توزيع هدايا خواتم للأخوات الحاضرات ...

بالإضافة إلى أن كل من حضر أشاد بالدور الناجح الذي حققه الشيخان الجليلان، وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهما فبارك الله بهما ولهما ولهم منا ألف تحية وسلام.

ندعو من القدير أن تتكرر هذه الورشات المفيدة، وأن يلتحق بنا الأخوة والأخوات الذين لم يحالفهم الحظ للحضور لهذه الدعوة المباركة.