الثالث عشر من جمادى الآخرة ذكرى وفاة أم البنين فاطمة بنت حزام عليها السلام
2020-02-08

الثالث عشر من جمادى الآخر ذكرى وفاة السيدة الجليلة ام البنين فاطمة بنت حزام زوج امير المؤمنين عليه السلام، وهي فاطمة بنت حزام الكلابي العامري، وكنيت بأم البنين لأن لها اربع أبناء كلهم استشهدوا في كربلاء مع سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام، تزوجت من امير المؤمنين علي عليه السلام بعد السنة الرابعة والعشرين من الهجرة الشريفة

آباء وأمهات أم البنين عليها السلام:

خطبة وزواج:

مضى عقيل بن أبي طالب في مهمته بأمر أخيه أمير المؤمنين عليه السلام حتى ورد بيت حزام بن خالد الكلابي ضيفا على فراش كرامته وكان خارج المدينة، فرحب به ونحر له النحائر وأكرم مثواه غاية الأكرام، وكانت عادة العرب لا يسألون الضيف عن حاجته إلا بعد ثلاثة أيام الضيافة.

فلما انقضت وجاء اليوم الرابع جاء حزام إلى عقيل بن أبي طالب وجلس إلى جانبه وخاطبه بكل تأدب وتبجيل قائلاً هل من حاجة فتقضى أو ملمة فتمضى من مال أو رجال فنحن رهن أشارتكم فقال له عقيل جئتك بالشرف الشامخ والمجد الباذخ، فقال حزام وما هو يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وآله قال جئتك خاطباً قال من لمن.

قال عقيل أخطب ابنتك الحرة فاطمة أم البنين إلى يعسوب الدين والحق اليقين وقائد الغر المحجَّلين وسيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

فلما سمع حزام هش وبش ثم قال بخ بخ بهذا النسب الشريف والحسب المنيف لنا الشرف الرفيع والمجد المنيع بمصاهرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وبطل الإسلام وقاسم الجنة والنار، ولكن يا عقيل أنت جد عليم ببيت سيدي ومولاي، أنه مهبط الوحي ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وأن مثل أمير المؤمنين ينبغي أن تكون له امرأة ذات معرفة عن علم وآداب في ثقافة وعقل مع أخلاق حسنة حتى تكون صالحة لشأنه العالي ومقامه السامي، وأن ابنتنا من أهل القرى والبادية وأهل البادية غير أهل المدينة ولعلها غير صالحة لأمير المؤمنين عليه السلام.

فقال عقيل يا حزام أن أخي يعلم بكل ما قلته وأنه يرغب في التزويج بها فقال حزام إذاً تمهل حتى أسأل عنها أمها هل تصلح لأمير المؤمنين أم لا، فإن النساء أعلم ببناتهن من الرجال في الأخلاق والآداب.

 بعد واقعة الطف ورجوع الآل إلى المدينة:

ولما رجعن نساء أهل البيت عليهم السلام من كربلاء إلى المدينة أقمن العزاء في بيتها, ولم تكن قد حضرت كربلاء لكنّ حزنها لم ينقطع على الحسين وإخوته عليهم السلام وكانت تذهب كل يوم إلى البقيع ترثيهم بتفجّع حتى ان مروان على قساوة قلبه كان يبكي لرثائها, وكانت تخاطب النساء اللاتي ينادينها أم البنين: (لا تدعونّي ويكِ أم البنين ...) ولم يخبأ أنينها حتى فارقت الدنيا بلوعة.

عن أبي جعفر عليه السلام: «... وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها, فيجتمع الناس إليها يسمعون منها, فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك, فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي».

ويستفاد من إيمانها وتشيعها من أن بشر بن جلذم بعد وروده المدينة نعى إليها الأربعة من أولادها قالت: قطعت نياط قلبي, أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبدالله الحسين عليه السلام.

 

وفاتها رضوان الله عليها:

الثالث عشر من جمادى الآخرة تاريخ وفاة ام البنين ـ وكما تقدم ـ ولكن السؤال المتبادر هنا هل قتلت ام لا؟ وبخاصة وان مؤامرات الاعداء الذين لايؤمنون بالله واليوم الآخر تنال الكثير من الأشياء والأشخاص .. ومن هنا لا نعلم شيئاً عن سبب وفاة السيدة ام البنين، مع العلم بأنها كانت تفضح بني أمية الذين قتلوا الحسين عليه السلام...وقد اسس معاوية جند العسل وقتل به مالك الاشتر رضوان الله عليه وكثير من الأبرياء بالسم حتى صار عادة فيهم وفي العباسيين والعثمانيين من بعدهم.

فقد ورد في التاريخ ان هارون قتل السيد الإدريسي به والمأمون العباسي قتل به السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام.

 

زيارة قبرها رضوان الله عليها:

زيارة قبر السيدة ام البنين لها اجر وثواب عظيم فان زيارة قبور المؤمنين والمؤمنات لها اجر كبير، وقد ورد التأكيد عليها في الروايات الشريفة، فكيف بزيارة مثل قبرها عليها السلام.

قبرها المنور في المدينة المنورة قي البقيع، ومن الواضح ان تراب قبرها له اثر خاص طبعاً لا كأثر تراب قبور الائمة المعصومين والأنبياء عليهم السلام، فان مجرد كونه تراباً لقبرها له حيثية رفيعة كما هو واضح.

ولا يبعد بقاء جسدها عليها السلام في القبر وان لم اجد لذلك نصاً فانه يعرف بالأشباه والنضائر: فقد بقي جسد «بي بي حياة» المجاهدة مع الفتح الإسلامي في يزد إلى اليوم، وكذلك جسد الصحابي الجليل حذيفة الى اليوم في بغداد وقد عرف ذلك اثر قصة مفصلة نقل جسده الطاهر على إثرها، وغير ذلك كثير..

قال سبحانه وتعالى حاكيا عن لسان السامري: «فقبضت قبضة من اثر الرسول» مع انه كان من تراب حافر فرس جبرئيل عند بحر مصر في قصة مرور موسى عليه السلام..

فإذا كان ذلك التراب له هذا الأثر العظيم حتى جعل جسد له خوار فمن الواضح اثر تراب قبرها عليها السلام.