السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، (1247-1337 هـ) صاحب فتوى ضد المستعمر الإيطالي
2020-02-03

 السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، (1247-1337 هـ) من كبار الفقهاء والذي ألّف كتاب العروة الوثقى، وتصدّى لـلمرجعية ، وذلك بعد وفاة الميرزا الشيرازي.

 السيد محمد كاظم اليزدي هو ابن السيد عبد العظيم الكَسنَوي النجفي الطباطبائي الحسني الشهير باليزدي. على الأصح ولد سنة 1252 هـ في قرية صغيرة تسمى (كَسْنو أو كَسْنَوِيّهْ) تابعة لمدينة يزد وسط ايران.

 ينتهي نسبه إلى السيد كمال الدين حسن المدفون في زوارة -من توابع يزد- من السادة الطباطبائيين المنتسبين إلى السيد إبراهيم الملقّب بـطباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي (ع)

كان أبوه السيد عبد العظيم، يعمل كمزارع في قرية كسنويه التي اشتهرت فيما بعد باسم السيد كاظم اليزدي.

 وافاه الأجل في غرة يوم الثلاثاء 28 من شهر رجب سنة 1337 هـ على إثر ذات الرئة وداء الجنب ودفن في مقبرة خلف جامع عمران بن شاهين في العتبة العلوية. أعقب السید عدة أولاد ذكور، مات أكثرهم في حياته ولم يخلفه منهم إلا ولده السيد محمد وعدة إناث ثم توفي السيد محمد بعده.

 اشتغل بالدراسة لدى أساتيذها، في (مدرسة دو منار أو المحسنية) المعروفة في يزد. قرأ العلوم العربية وسطوح الفقه والأصول هناك. بعد قطع شوطٍ من الدراسة، في سنة 1281 هـ عزم على المهاجرة إلى العتبات المقدسة، متطلعاً إلى الحضور في درس الشيخ مرتضى الأنصارى الذي كان قد ذاع صيته في تلك الآونة على صعيد المراكز العلمية والدينية، والذي كان بجوار مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف، ورغم أن هناك من احتمل ادراك السيد شطراً من حياة الشيخ الأنصاري قبيل وفاته ، لكن الأقوى، أنه لم يحالفه الحظ في ذلك، حيث وصله خبر وفاة الشيخ الأنصاري وهو في منتصف الطريق.

بعد مغادرته ايران، أقام في النجف الأشرف وحضر درس الشيخ راضي النجفي، وبحث الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي في الفقه والأصول قبيل مهاجرة الميرزا إلى سامراء. وأخذ أيضاً عن الشيخ مهدي الجعفري على حد قول الأمين العاملي صاحب أعيان الشيعة.

 بعد وفاة المرجع االشهير الميرزا الشيرازي الأول سنة 1312 هـ تفرق المقلّدون وتوزّعوا على عدة مجتهدين، ومن نال اكبر عدد منهم كانوا ثلاثة: الميرزا حسين الخليلي، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ محمد حسن المامقاني.

وبعد هؤلاء الثلاثة الذين لم يتمتعوا بالمرجعية طويلاً، انقسمت بين السيد اليزدي والآخوند الخراساني، وهما مجتهدان كبيران يشار إليهما في العلم والتدريس، إلى وفاة الآخوند الخراساني سنة 1329 هـ، فاستقل بالمرجعية في جميع أصقاع الإسلامية البعيد منها والقريب مدة ثمان سنين إلى حين وفاته.

فإلى جانب انشغاله العلمي، قام بدوره الاجتماعي فكان من أبرز رجال الدين الذين عارضوا النهضة الدستورية (المشروطة) الإيرانية، والتي على إثرها دارت خلافات بين من تعصّب له من جهة، ومؤيدي موقف الملا الآخوند الخراساني، الذي كان -في فترةٍ ما- مؤيداً للحركة.

وبعد هجوم إيطاليا علی ليبيا، والإنجليز علی العراق، وروسيا علی إيران، أصدر اليزدي حكماً على وجوب قيام المسلمين بالدفاع عن أنفسهم وأوطانهم.

فتوى السيد اليزدي ضد المستعمر الإيطالي:

"في هذه الأيّام التي تشنّ فيها الدول الاُوروبية ـ كإيطاليا ـ هجوما على طرابلس الغرب، وتحتل فيها روسيا شمال إيران، ويُنزل فيها الإنجليز قوّاتهم في جنوب ايران، ويصبح الإسلام في معرض الزوال والاندثار . . . يجب على عموم المسلمين من العرب والإيرانيين الاستعداد لإخراج الكفّار من الممالك الإسلامية، وعدم التقاعس عن بذل النفس والمال لطرد القوّات الإيطالية من طرابلس الغرب، والروسية والإنجليزية من ايران، فإنّ ذلك من أهم الفرائض الإسلامية، لتحفظ ـ بعون اللّه‌ ـ مملكتين من الممالك الإسلامية من الهجمات الصليبية".