لمحة من حياة الشيخ الطوسي (قدس سره)
2019-12-08

الشيخ الطوسي هو ابو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي.

 

المولود في شهر رمضان عام 385هجري في طوس بإيران ، والذي كان قد نشا فيها وترعرع والى ان بلغ الثالثة والعشرين من عمره، عندها عزم على الهجرة الي العراق، فنزل بغداد عام 408هجري

وقد تعرضت مدينة طوس للعديد من النكبات، وصارت هدفا لإعداء اهل البيت، شانها شان غيرها من المدن الاسلامية المقدسة فقد ضربت هذه المدينة ثلاث مرات: هدمها للمرة الاولي الامير سبكتكين، وقوضها للمرة الثانية الغزنويون ،واتلفتها للمرة الثالثة عاصفة الفتنة المغولية عام 716ه على عهد الطاغية جنگيزخان،وقد تجددت ابنيتها، واعيدت آثارها بعد كل مرة(4)، وهي اليوم - مع ماحل فيها من تخريب ودمار - من اجل معاهد العلم عند الشيعة.

وفيها خزانة كتب للإمام الرضا (عليه السلام)

وقد ترعرع الشيخ الطوسي في مسقط راسه، ودرس فيها علوم اللغة والادب والفقه والحديث وعلم الكلام؛ ليهاجر بعدها الي العراق حاملا من الثقافة الاسلامية فنونها

وهناك استقر الطوسي في بغداد، حيث كانت تعج بالثقافة والعلوم، ويقصدها طلاب المعرفة من كل بلاد، وصادف وصوله الي بغداد بعد تربع الشيخ المفيد علي كرسي الزعامة الفكرية للمذهب الجعفري، وبعد ان قطع شوطا بعيدا في مجال العلم والمعرفة، الامر الذي جعل حلقات درسه زاخرة بطلبة العلوم فكان يحضر مجلسه خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف

مما يؤكد موضوعية الشيخ المفيد احترام الناس له، وان اختلفوا معه في الرأي او الانتماء المذهبي، فكان لهذه الاجواء تأثير بالغ في اجتذاب الطلاب الى بغداد والتي كانت في ذلك الوقت عاصمة للخلافة، حتي صار شيخنا الطوسي واحدا من بين العديدين الذين

اموا بغداد وقصدوها، وقد تتلمذ صاحبنا علي يد الشيخ المفيد آنذاك ونهل من معارفه وعلومه .

وتلمذة الطوسي علي يد الشيخ المفيد، تدل علي ان مفسرنا كان قد قطع شوطا كبيرا من دراسته في مسقط راسه قبل هجرته الي بغداد، مما اهله لان يحظى بموقع متقدم في مجال الدراسة التي يشرف عليها الشيخ المفيد مباشرة، وهو صاحب الزعامة الفكرية للشيعة الامامية آنذاك.

وقد اثني علي الشيخ الطوسي جمع من العلماء والمؤرخين، وهنا نورد بعض اقوالهم:

فالعلامة الحلي (ت 726) يصفه بانه:

شيخ الامامية ووجههم ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، عين، صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه والاصول والكلام والادب، وجميع الفضائل تنسب اليه، صنف في كل فنون الاسلام، وهو المهذب للعقائد في الاصول والفروع الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل

وقال الشيخ المجلسي بحقه: «ثقة، وفضله وجلالته اشهر من ان يحتاج الى بيان

وقال السيد بحر العلوم في الفوائد الرجالية عند ترجمته للشيخ الطوسي:

شيخ الطائفة المحقة، ورافع اعلام الشريعة الحقة، امام الفرقة بعد الائمة المعصومين ،وعماد الشيعة الامامية، في كل ما يتعلق بالمذهب والدين، محقق الاصول والفروع ،ومهذب فنون المعقول والمسموع، شيخ الطائفة على الاطلاق، ورئيسها الذي تلوي اليه الاعناق، صنف في جميع علوم الاسلام، وكان القدوة في كل ذلك

ويصفه الاردبيلي بانه رئيس الطائفة

وابن كثير يصفه: «فقيه الشيعة»

وابن الجوزي ينعته بعبارة: «متكلم الشيعة» ، والمتكلم يعني فيما يعني، اهتمامه بالعقائد والفلسفة، ومثل هذه الاقوال او ما يشبهها من الثناء والاطراء اقترنت مع اسم الشيخ الطوسي، حال ذكره او ترجمته من قبل العلماء والرواة واصحاب التراجم والسير.