وجهة نظر السيد السيستاني حول “الحق في الاحتجاج و الدولة المدنية ..نقطة تحول حراك الإصلاح بالعراق
2019-11-16

هنالك حدث مهم في حركة الشعب العراقي الإصلاحية وهو تكوين أسس نظرية وخطاب إصلاحي لا مثيل له سابقا، جاءت على لسان سماحة آية الله السيستاني دام ظله حول موضوعين مهمين هما: حق الاحتجاج الشعبي وشرعية الدولة المدنية، وهو ما سيترك تأثيرات كبيرة ليس على العراق فقط بل على الخطاب الإصلاحي الشيعي وعلى الرؤية الفقهية السياسية الشيعية للحكم وكذلك رؤية المجتمعات الشيعية والإسلامية له، على المدى القصير والطويل.


إن الحركة الإصلاحية للشعب العراقي تشق طريقها نحو تكوين عراق جديد، لكنها أمام طريق طويل لتحقيق المطلوب بسبب ضعف البنية السياسية والتشريعية والقضائية وترسخ أسس الفساد في قسم كبير من النظام القضائي والسياسي وطبقة النخبة الحزبية والحكومية.


وبينما ننتظر لتتضح نتائجها، لابد من الانتباه وأخذ الحيطة للحؤول دون مصادرة هذه الحركة أو حرفها، كما علينا أن ندعو للشعب العراقي وكلنا أمل أن يحقق عزته وكرامته وحكومة فاضلة.


أما الحدث المهم الآخر في الحركة الإصلاحية للشعب العراقي هو تكوين أسس نظرية وخطاب إصلاحي لا مثيل له سابقا. جاءت هذه الأسس على لسان سماحة آية الله السيستاني “دام ظله” حول موضوعين مهمين وهما حق الاحتجاج الشعبي وشرعية الدولة المدنية.


إن هذه المقاربة ستترك تأثيرات كبيرة ليس على العراق فقط بل على الخطاب الإصلاحي الشيعي وعلى الرؤية الفقهية السياسية الشيعية للحكم وكذلك رؤية المجتمعات الشيعية والإسلامية له، على المدى القصير والطويل، وستكوّن جزءا من قضايا الحكم في الإسلام، وأسس شرعيته حاضرا ومستقبلا إلى جانب آراء كبار علماء التشيع، وتعتبر هذه العبارة نقطة تحول الخطاب الشيعي: “إن الحكومة إنما تستمد شرعيتها -في غير النظم الاستبدادية وما ماثلها- من الشعب، وليس هناك من يمنحها الشرعية غيره، وتتمثل إرادة الشعب في نتيجة الاقتراع السري العام إذا أجري بصورة عادلة ونزيهة”.