استغلال المعارضة للفاجعة فاجعة الطف -ضد الحكم الأموي
2019-09-19

يقول آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دامت بركاته): أن الجريمة ـ جريمة قتل الحسين (عليه السلام) بأبعادها الواقعية والعاطفية ـ قد استغلت على أتم وجوه الاستغلال من قبل المعارضة. 

وأظهرها في ذلك الوقت عبد الله بن الزبير العدو اللدود لأهل البيت (صلوات الله عليهم) ولعموم بني هاشم، كما تشهد بذلك مواقفه المشهورة.

ومع ذلك فقد حاول -عبد الله بن الزبير لعنه الله - أن يستغل الفاجعة لصالحه. فقد كان في جملة كلامه ـ بعد أن ذمّ أهل العراق عامة والكوفة خاصة ـ أن ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) فقال: "ولكنه اختار الميتة الكريمة على الحياة الذميمة. فرحم الله حسيناً وأخزى قاتل حسين... أفبعد الحسين نطمئن إلى هؤلاء القوم، ونصدق قولهم، ونقبل لهم عهد؟! لا ولا نراهم لذلك أهل. أما والله لقد قتلوه طويلاً بالليل قيامه، كثيراً في النهار صيامه، أحق بما هم فيه منهم، وأولى به في الدين والفضل. أما والله ما كان يبدل بالقرآن الغناء، ولا بالبكاء من خشية الله الحداء، ولا بالصيام شرب الحرام، ولا بالمجالس في حلق الذكر الركض في تطلاب الصيد فسوف يلقون غياً" يعرض بيزيد.

فثار إليه أصحابه، فقالوا له: "أيها الرجل أظهر بيعتك، فإنه لم يبق أحد ـ إذ هَلك حسين ـ ينازعك هذا الأمر". وقد كان يبايع سر، ويظهر أنه عائذ بالبيت. فقال لهم: "لا تعجلوا"

وهكذا حاول أن يجعل من فاجعة الطف مبرراً للامتناع من بيعة يزيد، وإنكار شرعية حكمه، والدعوة للخروج عليه.