مکتب المرجع الديني آية الله السيد موسى الشبيري الزنجاني المراد من روایة حدیثنا صعب مستصعب
2019-08-21

المراد من الحدیث الشریف: “إِنَّ حَدِيثَنَا صَعْبٌ‏ مُسْتَصْعَبٌ‏ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلَّا صُدُورٌ مُنِيرَةٌ أَوْ قُلُوبٌ سَلِيمَةٌ وَ أَخْلَاقٌ حَسَنَةٌ”

هو المقام و الشأن للأئمة علیهم السلام. كلمة الحدیث في هذا الكلام تعني المقامات و الشؤون المتعلقة بالأئمة علیهم السلام و لیس المراد منها الكلام. استیعاب مسألة «الولایة» ثقیل و لا یقدر كل أحد علی إدراك أنه من الولي؟ و ما شأنه و مقامه؟ و ماذا یقدر علی أدائه؟ كما أن الكثیر من الكرامات و المعجزات لاتدرك عند العموم.

قول الإمام الصادق علیه السلام حدیثنا صعب مستصعب یعني من الصعب جدا تحمّل الوصول إلی مرتبتنا و لایقدر أحد أن یصل إلی شأننا و درجاتنا. لایدرك الناس معاني شأن أهل البیت علیهم السلام عادة. و لإدراك الولایة مراتب و مستویات كما لمعرفة الله عزوجل مراتب و مستویات. و قوله ما عرفناك حق معرفتك یعني الوصول إلی المراتب العالیة من المعرفة. و یذكر الإمام علیه السلام هنا أیضاً أنه لایتمكن كل أحد من الوصول إلی شؤوننا و من اكتساب معرفتنا.

مشیرا إلی الروایات التي ذكر فیها من المعصومین «بنا عُبدالله»: لولا الأئمة علیهم السلام لم یعرف الله معرفة صحیحة. كما نقل عن الأئمة المعصومین علیهم السلام : بنا عُبدالله و بنا وحد الله و لم تكن هدایة إلی الطریق الصواب. هناك بعض لایعتقد بالله عزوجل بوجوده كما یجسمه بعض آخر و هناك بعض یتفوه بخالق الخیر و خالق الشر وهذه كلها خزعبلات وجدت لأجل الإنحراف عن الولایة.

من الممكن أن نفهم من الأحادیث المتعلقة بعالم الذرّ و عبائر كـ«من الأصلاب الشامخة و الأرحام المطهرة» أنّ الأئمة علیهم السلام كانوا منشأ الهدایة في عالم الذرّ أیضاً. و یصعب إدراك هذه المسائل نوعا إنهم كیف كانوا مناشئ الهدایة و الأثر قبل وجود هذا العالم فلذلك یقول الإمام علیه السلام: حدیثنا صعب مستصعب.