خطبة الغدير
2019-08-20

أمر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الحجيج أن يصنعوا له منبراً من أحداج الإبل حتى يراه الحاضرون جميعاً، ويسمعون كلامه، فارتقى النبيّ ذاك المنبر وخطب الناس خطبة غرّاء وقال فيما قاله:

أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ – ثلاثا-وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي عليه السلام وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله…

ثم قال: فليبلّغ الحاضر الغائب.

 «قام رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خماً بين مكّة والمدينة، فمحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد ألا يا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أنْ يأتي رسول ربي فاُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهُدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي

ثم قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السّماء والأرض، أو ما بين السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض

 

فطفق القوم يهنئون أمير المؤمنين عليه السلام وممن هنأه في مقدّم الصحابة: عمر بن الخطاب ، كلٌ يقول: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.[6]

 

ثم جلس صلى الله عليه وآله وسلم في خيمته وأمر علياً عليه السلام أن يجلس في خيمة له بإزائه، وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنئوه بالمقام، ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلهم.[7]