الغدير مسار لإنتصار الأمة
2019-08-19

لا يمتلك المسلمون يوماً أكثر شهرة من يوم الغدير، عندما تفتش عن معناها في المعاجم اللغوية فإنك ستجد صاحب المعجم مجبراً سوف يتجه الى غدير خم ومن ثم يوم الغدير وحديث الولاية الذي قال فيه رسول الله (ص) ( من كنت أنا مولاه فهذا علي مولاه )، وإلتصاق الحدث باسم الغدير فأصبح اليوم الثامن عشر من ذي الحجة يوم الغدير حتى يبقى هذا اليوم في الذاكرة،ليس من السهل نسيانه وأخفاءه وهذا ما حصل بالرغم من الحملات الجائرة من أجل طمس معالم هذا اليوم ولكنه بقى كالشعلة التي يهتدي إليها التائه وسط الصحراء في ليلة ظلماء موحشة .

عندما رحل رسول الله عن دار الدنيا، كان في يد الامام علي بيعة حوالي مائة ألف مسلم، بينهم كبار الصحابة، فلم يتخلف أحد، بايعوا جميعاً الامام علي على انه الخليفة والولي من بعد رسول الله، ولكن؛ هذه الوثيقة القانونية والسياسية –إن صح التعبير- رماها الامام علي جانباً عندما انكب على نعش النبي الأكرم، وهو يبث اليه حزنه الذي لا يوصف، ثم انشغل بتجهيزه وتشييعه ودفنه.

ومن نافلة القول هنا؛ أن تشييع جنازة النبي الأكرم، وخاتم الانبياء والمرسلين، وأشرف الخلائق أجمعين، خلا من أي مسيرة جماهيرية حزينة خلف الجنازة كما هو عهدنا بمراسيم تشييع العلماء الكبار، انما اقتصر الأمر على ثلّة من الاصحاب يتقدمهم أمير المؤمنين، وسلمان وعمار وأبي ذر وأمثالهم، فيما انصرف الآخرون نحو السلطة والحكم وتأسيس انقلاب على رسول الله وخليفته الإمام علي (عليه السلام ).