وصية أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) ليلة إستشهاده
2019-05-26

أجمع المؤرخون أنه جمع للأمام( ع ) أطباء الكوفة وكان عددهم فيها آنذاك ما يقارب من مائة وخمسين طبيبا" فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من اثير بن عمرو بن هانيء السكوني وكان متطببا" صاحب كرسي يعالج الجراحات وكان من الأربعين غلاما" الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم، فلما نظر اثير إلى جرح أمير المؤمنين( ع ) دعا برئة شاة حارة فأستخرج منها عرقا" وأدخله في الجرح ثم نفخه ثم أستخرجه، وأذا عليه بياض الدماغ ، فقال يا أمير المؤمنين أعهد عهدك فإن عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك ....!!

فدعى أمير المؤمنين ( صلوات الله و سلامه عليه ) بدواة وصحيفة وكتب وصيته لولده الحسن ( سلام الله عليه ) وأهل بيته الطيبين الطاهرين .


 «أوصيكما بتقوى الله، وألاّ تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زُوي عنكما، وقولا بالحقّ، وأعملا للأجر، كونا للظالم خَصماً، وللمظلوم عوناً.

أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومَن بلغه كتابي، بتقوى الله، ونَظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإنّي سمعت جدّكما(صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام.

الله الله في الأيتام، فلا تُغبّوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم.

الله الله في جيرانكم، فإنّهم وصية نبيّكم، ما زال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورثهم.

الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم.

الله الله في الصلاة، فإنّها عمود دينكم.

الله الله في بيت ربّكم، لا تُخلّوه ما بقيتم، فإنّه إن تُرك لم تناظروا.

الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله.

وعليكم بالتواصل والتباذل، وإيّاكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيُولّى عليكم أشراركم، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم» .