مولد النور.. ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة
2019-03-21

ولد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكعبة المشرفة، وروي أن فاطمة بنت أسد (عليها السلام) كانت تطوف بالبيت العتيق وهي حامل بعلي (عليه السلام) فضربها الطلق فلاذت ببعض جوانب البيت وتمسكت بأستار الكعبة وأنشأت تقول: رب إني مؤمنة بك، وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسّرت علي ولادتي.

يقول الراوي: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا.

وكانت ولادته (عليه السلام) في أسعد يوم من أشرف شهر في أشرف بقعة وأقدسها، وذلك في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب المرجب (شهر الله) داخل البيت الحرام، علماً أن أحداً لم يولد في البيت الحرام لا قبله ولا بعده، فقد تفرد (عليه السلام) بهذه المنقبة الباهرة.

ولذا فإن أبا طالب (عليه السلام) حينما سمع بخبر ولادة علي (عليه السلام) في الكعبة ذهب مسرعاً مهرولاً نحو البيت وهو ينادي: أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله عزوجل وكان مسروراً به؛ لمعرفته بعظمته ومحبّته ونصرته لله ورسوله.

وتبعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ علياً (عليه السلام) فكبر وأقام في أذنيه وضمّه إلى صدره.

هذا وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) كان ينتقل بين الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة، فلم يكن في آبائه وأمهاته كافر أو مشرك من آدم(عليه السلام) فمن دونه، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: «سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) فقال (صلى الله عليه وآله) : آه آه لقد سألتني عن خير مولد ولد بعدي على سنة المسيح (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى خلقني وعلياً من نور واحد، ثم نقلنا من صلب آدم في الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الطيبة، فلم نزل كذلك حتى أطلعني الله تعالى من ظهر طاهر وهو عبد الله بن عبد المطلب فاستودعني خير رحم وهي آمنة، ثم أطلع الله تبارك وتعالى علياً من ظهر طاهر وهو أبو طالب واستودعه خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.

ولقد كان ميلاده(عليه السلام) خيراً ورحمة للبشرية جمعاء، وقيل إن من بوادر هذه الرحمة أن أصبح الرسول (صلى الله عليه وآله) يسمع الهتاف من الأحجار والأشجار وكشف عن بصره أكثر من ذي قبل، فإذا به يشاهد أنواراً وأشخاصاً ربما ما كان يسمع أو يرى مثل ذلك قبل هذا الميلاد السعيد وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتيمن بتلك السنة وبولادة علي (عليه السلام) فيها ويسميها سنة الخير والبركة.